الصفحة 386 من 952

قال بعض العلماء: إنَّ اللَّعن في هاذا الحديث محمولٌ على مجموع المذكور في الحديث، يعني: على الزّائرات المتخذات على القبور مساجد والمتخذات على القبور السرج، المتخذات أو المتخذين، يعني: المهم أنَّ النهي عن مجموع الأفعال، وهاذا ليس بصحيح.

الصحيح: أنَّ اللعن متوجه إلى كل فعل بمفرده؛ لأنه لا اتصال بين هاذه الأفعال ولا تلازم، فقد يجري شيء ولا يجري آخر، والعطف لا يدل على لزوم الاقتران والتلازم، بل مجرّد وقوع واحد من هاذه الأمور المذكورة هو سبب لتوجّه اللعن.

فاللعن لزائرات القبور يصدق على كل من زار القبور من النساء، والمتخذين عليها السّرج ولو لم يكونوا من النساء، والمتّخذين عليها المساجد ولو لم يكونوا من النساء ولو لم يتخذوا سُرُجًا.

(رواه أهل السنن) . وبهاذا يكون قد تم هاذا الباب.

[المتن]

فيه مسائل:

الأولى: تفسير الأوثان.

[الشرح]

وهاذا تقدَّم.

[المتن]

الثانية: تفسير العبادة.

[الشرح]

في قوله: (تُعبد من دون الله) والمراد بالعبادة هنا أن تصرف العبادة لله -عز وجل- عند القبور، وهو أن يفعل كلَّ ما أمر الله به أمرَ إيجاب أو أمر استحباب.

[المتن]

الثالثة: أنَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يستعذ إلا مما يخاف وقوعَه.

[الشرح]

(يستعذ) في قوله: (( اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُعبد ) )فإنَّ هاذا سؤال مِنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لله -عز وجل- أن يعيذ قبره من أن يكون سببًا للوقوع في الشرك.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام