الصفحة 36 من 952

ثم قال رحمه الله: (وقول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} [1] افتتح المؤلف هاذا الباب بهاذه الآية العظيمة، وهي الآية التي عقب الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بها ما قصَّه في كتابه في سورة الأنعام من المحاجة التي كانت بين إبراهيم وقومه، وهاذه المحاجة كانت في تقرير التوحيد ونفي الشرك وبيان بطلانه، بعد ذلك قال -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} فمن العلماء من قال: إن الآية من كلام إبراهيم. ومنهم من قال: إنها من كلام الله جل وعلا. وعلى كلٍّ فإن إبراهيم إنما يتكلم بما أعلمه الله، ولذلك الظاهر أنها من كلام الله جل وعلا، إما استئنافًا وإما تبليغًا: إما استئنافًا أن الله سبحانه لما قص النبأ وذكر خبر ما كان من إبراهيم وقومه من المحاجة عقَّب بهاذا البيان، وقد يكون من إبراهيم الذي يبلغه قومه ويقيم عليهم به الحجة، وهو من الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.

مناسبة الآية للباب:

هاذه الآية مناسبتها للباب ظاهرة، فإن الله ذكر فيها فضل تحقيق التوحيد فقال: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} . فالله عز وجل أخبر بأن الذين آمنوا وهم من حققوا الإيمان تحقيقًا تامّاً كاملاً ..

(1) سورة: الأنعام، الآية (82) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام