(فكان آخر ما قال) من؟ أبو طالب (هو على ملة عبد المطلب) نعوذ بالله من الخسران: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاء} مات على هاذه الملة الفاسدة التي مآل أهلها إلى النار -نعوذ بالله من الخذلان- وأبىَ أن يقول: لا إلاه إلا الله. وفي رواية أخرى بيَّن أبو طالب سبب هاذا الامتناع، فقال: (( لولا أن تعيرني قريش لأقررت بها عينك ) )تعيره بماذا؟ تعيره أنه جزع في حال السياق والموت وترك ملة أبيه، وملة من يعظمونه وهو عبد المطلب، أبىَ أن يقول: لا إلاه إلا الله.
(فقال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:(( لأستغفرن لك ) ).) اللام هنا موطئة للقسم، وأكد النبي
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هاذا العزم على الاستغفار بثلاثة مؤكدات: القسم، واللام، والنون. (( لأستغفرن لك ) )أي: لأطلبنّ لك المغفرة.