وأما الشفاعات التي له ولغيره: فشفاعته -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في قوم استحقوا النار ألا يدخلوها، وفي قوم دخلوها أن يخرجوا منها، وشفاعته أيضًا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وغيره في رفع الدرجات.
وهناك شفاعة أيضًا خاصة بالنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهي شفاعته لأهل الجنة في دخولها، فإنَّ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (( أنا أول شفيع في الجنة ) ). وهاذا يشمل أنه أول من يشفع في دخول الجنة لجميع أهلها، فإنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (( يأتي إلى باب الجنة ويستفتح، فيقول الخازن: من؟ فيقول: محمد. فيقول الخازن: بك أمرت، لا أفتح لأحد قبلك ) ).
ويشمل أيضًا أنه أول من يشفع في من استحق النار ألا يدخلها، يشفع فيه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلا يدخلها، يشفع أيضًا في قوم دخلوا النار أن يخرجوا منها، يشفع أيضًا في قوم دخلوا الجنة أن ترفع درجاتهم، وكل هاذا يدخل في عموم قول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( أنا أول شفيع في الجنة ) ).
تلخّص لنا أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- له ست شفاعات:
الشفاعات الخاصة:
الأولى: شفاعته في أهل الموقف.
الثانية: في عمه.
الثالثة: في دخول الجنة.
الشفاعات العامة:
الرابعة: في رفع الدرجات.
الخامسة: في قوم استحقوا النار ألا يدخلوها.
السادسة: في قوم دخلوها أن يخرجوا منها.
ست شفاعات: ثلاث خاصة، وثلاث عامة.
واعلم أن العامة التي يشاركه فيها غيره -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نصيبه منها أعظم وأوفر من غيره، ولا مساواة بينه وبين غيره في الشّفاعات العامة، بل نصيبه منها -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أعظم من غيره.