وأما هاذا الحديث ففيه من الفوائد: مشروعية دعاء القنوت في الصلاة، ولا إشكال في هاذا، فإنه يشرع دعاء القنوت في الفرائض للنوازل، وهاذا أمر واضح ومعروف، ولكن في الحديث فائدة مهمة، وهي أنه في دعاء النازلة ودعاء القنوت إذا رفع الإمام من الركوع لا يزيد في الذكر بعد الرفع من الركوع على قول: (( ربنا ولك الحمد ) ). فيقول: (( سمع الله لمن حمده ) )حال رفعه، ثم يقول: (( ربنا ولك الحمد ) ). ثم يشرع في الدعاء مباشرة، وهاذا الذي قاله الفقهاء رحمهم الله، فإنهم نصوا على ذلك، لا سيما فقهاء الشافعية، فإنهم نصوا على أنه يشرع ولا يقول الذكر بعد الرفع؛ لأنه ظاهر من حديث ابن عمر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أنه لا يقول الذكر، بل يقول: (( ربنا ولك الحمد ) )ثم يشرع مباشرة في دعائه، ولا فرق في هاذا بين دعاء القنوت الذي في الوتر وبين دعاء القنوت في النوازل، ففي الجميع يقول الدعاء مباشرة بعد قول: (( ربنا ولك الحمد ) ). ولا يطيل في ذكر الدعاء الذي يكون بعد الرفع: (( ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركاً فيه ... إلخ ) ). لا يقول هاذا فيما يظهر من الحديث. وبعض العلماء قال: لا، بل يكمل ذكر الاعتدال ثم يدعو. لكن الأظهر والأقرب إلى السنة هو هاذا، وهو اختيار شيخنا رحمه الله أنه يشرع مباشرة في دعائه.