الصفحة 235 من 952

الجواب: لا، بل إن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نهى عن النذر، كما في حديث ابن عمر في الصحيحين وقال: (( لا يأتي بخير ) ). لكن هاذا من حيث إنشاء النذر، أما من حيث الوفاء به فإن الوفاء به من القربات، بل هو من القربات التي يستحق بها صاحبها النعيم في الآخرة؛ للآيات التي ذكرناها قبل قليل، فهو من صفات الأبرار.

وقوله: {بِالنَّذْرِ} هنا يشمل كل ما أوجبه الله عز وجل؛ لأن الأصل في النذر الوجوب، ومما أوجبه الله على عباده أنهم إذا عاهدوه عهدًا وجب عليهم الوفاء به، وهاذا المعنى العام للنذر يشمل كل الواجبات: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} يعني كل ما أوجبه الله عليهم يقومون به ويفعلونه.

أما القول الثاني في الآية فهو: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} المعين الخاص، وهو ما ألزموا به أنفسهم.

هل جاء في القرآن ما يدل على المعنى الأول أن النذر هو كل ما أوجبه الله عليهم؟

في قوله تعالى: {وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ} . ومعلوم أن من قصد البيت لم ينذر نذراً، إنما المقصود ليوفوا نذورهم أي ليكملوا ويفعلوا ما أوجبه الله عليهم من فرائض الحج.

إذاً النذر في هاذه الآية يحتمل أن يكون بمعناه العام، وهو: ما أوجبه الله على الإنسان. ويحتمل أنه على المعنى الخاص، وهو: ما ألزم الإنسان به نفسه من الطاعات.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام