الصفحة 23 من 952

إنما المراد أن هاذه الوصايا التي أشار إليها ابن مسعود -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بدأت بالنهي عن الشرك: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} ، فدل ذلك على أهمية هاذه الوصية وعلى أهمية هاذا الأمر ووجوب الحذر منه، والنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يكرر على أصحابه التحذير من الشرك والأمر بالتوحيد إلى آخر رمق -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهو كذلك، وسيأتي -إن شاء الله تعالى- بيان هاذا الأمر وعناية النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وتقرير التوحيد وصيانة جنابه في كلام الشيخ.

ثم بعد أن ذكر هاذا الأثر، وهو أثر اختلف العلماء في تحسينه: فمنهم من حسنه، ومنهم من ضعّفه. والذين حسنوه حسنوه لأنهم رأوا أنه من طريق داود الأودي، وهو داود بن عبد الله الأودي الثقة. وعلى كل حال فالأثر عن ابن مسعود -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فهو مطابق من حيث المعنى، فإن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- ختم ما ذكر في كتابه في هاذه الآيات بقوله: {ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ} . فهي وصية الله جل وعلا، ومعلوم أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لو كان موصيًا بشيء لأوصى بما أوصى به الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام