الصفحة 201 من 952

طيب، هاذه المسألة يقول: (أنه متقرر عندهم أن العبادات مبناها على الأمر) ، أي أمر؟ الأمر الشرعي، فإن الصحابة لم يبتدئوا ذلك من قِبل أنفسهم، معنى ذلك أنهم لم يتخذوا شجرة للبركة ينوطون بها أسلحتهم ويعكفون عندها، بل طلبوا ذلك من النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فدل ذلك على أن المتقرر عندهم أنه لا يشرع شيء من العبادات إلا ما شرعه الله ورسوله، وهاذا واضح جلي في الكتاب والسنة. أما الكتاب فقول الله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [1] . وأما السنة فقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: (( من أحدث في أمرنا هاذا ما ليس منه فهو رد ) ). ثم قال رحمه الله: (فصار فيه التنبيه على مسائل القبر) ، (صار فيه) يعني في هاذا الحديث (التنبيه على مسائل القبر) يعني الأسئلة التي يسألها المقبور ويمتحن بها الناس في قبورهم.

أما (من ربك) فواضح، وذلك أن العبادة له وحده لا شريك له.

(1) سورة: الشورى، الآية (21) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام