(( إنها السنن ) ): هاذا فيه بيان أنّ ما تقع فيه هاذه الأمة من مخالفات إنما هي سالكة في سبيل وسنن من كان قبلها من الأمم، وأن ما يقع في هاذه الأمة من الشرور فهي متأسية فيها بالأمم السابقة.
[المتن]
الثامنة عشرة: أن هاذا عَلم من أعلام النّبوة؛ لكونه وقع كما أخبر.
[الشرح]
وهاذا واضح، فإنه قد وقع من ذلك الشيء الكثير، وصدق ما أخبر به النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حيث قال: (( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) ). وهاذا واقع في حال كثير من أهل الإسلام: يتلقون عن الغرب الدقيق والجليل، ويتلقون عن أهل الكفر كل ما جاء عنهم دون تمييز وتمحيص ونظر في النافع والضار.
[المتن]
التاسعة عشرة: أن ما ذم الله به اليهود والنصارى في القرآن أنه لنا.
[الشرح]
مقصود المؤلف -رحمه الله- بهاذه المسألة أن ما ذم الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- به اليهود والنصارى مما وقعوا فيه ليس خاصّاً بهم، بل هو عام لهم ولكل من وافقهم فيما ذموا من أجله، فإذا وقعت الأمة في شيء مما ذمهم الله به وعابهم عليه فإنهم يشاركونهم في الذم والعيب، المراد بهاذه المسألة أن ما ذم الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- به الأمم السابقة من اليهود والنصارى ليس ذمّاً خاصّاً بأولئك فإذا وقع في هاذه الأمة فإنها لا تذم عليه! بل هو ذم لها وذم لكل من شاركها فيما ذمت به أو ذمت من أجله. فمثلاً ذم الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- اليهود على أكلهم السحت وتحريفهم الكلم عن مواضعه، فإذا وقع هاذا من هاذه الأمة هل يشملهم الذم أو لا؟ الجواب: يشملهم الذم.
[المتن]
العشرون: أنه متقرر عندهم أن العبادات مبناها على الأمر، فصار فيه التنبيه على مسائل القبر. أما (من ربك) ؟ فواضح، وأما (من نبيك) ؟ فمن إخباره بأنباء الغيب، وأما (ما دينك) ؟ فمن قولهم: (اجعل لنا .. ) إلخ.
[الشرح]