الصفحة 199 من 952

وهاذا أصل في هاذه الشريعة المباركة: أن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- شرع فيها ما يميز أهل الإيمان عن أهل الكفر، فنهى عن التشبه بأهل الكفر، وقال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( من تشبه بقوم فهو منهم ) ). وهاذا فيه التحذير الشديد من مشابهة الكفار، والشريعة لم تأت فقط بالنهي عن التشبه بالكفار بل أتت بالنهي عن التشبه بكل من كانت حاله ناقصة: فجاء النهي عن التشبه بالكفار، وجاء النهي عن التشبه بالفساق، وجاء النهي عن التشبه بالأعراب، وجاء النهي عن التشبه بالحيوانات، كل هاذا يدور في باب واحد وهو النهي عن التشبه بمن كانت حاله ناقصة. وقد قرر شيخ الإسلام رحمه الله هاذا تقريرًا جيدًا واضحًا بينًا في كتابه العظيم:"اقتضاء الصراط المستقيم"، فإنه في مخالفة صراط أهل الجحيم، بين فيه رحمه الله الأدلة الشرعية الدالة على هاذا الأصل من أصول الإسلام.

من أين نأخذ الفائدة الخامسة عشرة من الحديث؟

من قوله: (( لتركبن سنن من كان قبلكم ) )وهاذا جاء بعد ذكر الطلب القبيح من بني إسرائيل، فبين النهي عن هاذا، فالحديث بمضمونه يدل على النهي عن التشبّه بهؤلاء، فإن قوله: (( لتركبن سنن من كان قبلكم ) )ليس خبرًا مجرّدًا، إنما هو خبر للتحذير والنهي عن سلوك سبيل هؤلاء الذين كانت حالهم ناقصة، وقد دلت الأدلة على تحريم مشابهتهم واقتفاء سبيلهم.

[المتن]

السادسة عشرة: الغضب عند التعليم.

[الشرح]

واضح من أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أغلظ لهم القول، فكبر وفي رواية سبح، وهاذا فيه التنزيه والتعظيم للأمر، ثم قال: (( قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى ) )، ثم قال: (( لتركبن سنن من كان قبلكم ) ). وهاذا كله يدل على عظم ما وقع منهم، وعلى شدة إنكار النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عليهم.

[المتن]

السابعة عشرة: القاعدة الكلية لقوله: (( إنها السنن ) ).

[الشرح]

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام