الصفحة 154 من 952

{مِنْ دُونِ اللَّهِ} ، {مِنْ} تقدم الكلام فيها وأنها إما بيانية أو زائدة، {دُونِ اللَّهِ} أي: سواه.

{إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ} ، {إن} شرطية {إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ} والضر هنا يشمل كل ضرر. واعلم أن الضُّر والضَّر يختلفان في المعنى، فالضُّر يراد به الضرر النازل على البدن، وأما الضَّر -بالفتح- فهو كل ضرر في البدن وغيره، فأيهما أعم؟ ما كان مفتوحا (الضَّر) . لكن إذا لم يجتمعا فيذكر أحدهما ويراد به الآخر.

{إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ} يشمل كل ضرر؛ لأن ضُر نكرة في سياق الشرط فتعم كل ضرر في البدن أو غيره.

{هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ} هاذا جواب الشرط، وهو جملة استفهامية المراد بها نفي النفع، أي إنّهُن لا يكشفن الضُّر الذي قدره الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- وأنزله.

وقوله: {كاشِفَاتُ} وكاشفات جمع: كاشفة، وأصله الكشف وهو الإزالة والرفع، ويشمل في الحقيقة الكشف هنا الإزالة بالرفع والإزالة بالدفع؛ لأن الجميع كشف. أما في حال النزول فهو كشفٌ ظاهر؛ لأنها إزالة لنازل، وأما الدفع فهو أيضاً إزالة؛ لأنه دفعٌ لقادم فتشمل الآية دفع الضُّر ورفعه.

{أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ} أي أو أراد الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- عبده برحمة، ويشمل كل خير يصل إلى العبد، فالرحمة هنا المراد بها كل خير يصل إلى العبد في دين أو في دنيا أو في غير ذلك.

{هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ} أي: مانعات، {رَحْمَتِهِ} ؟ الجواب: لا، فالاستفهام هنا أيضاً لنفي قدرة هؤلاء المدعوين على دفع الضُر أو إمساك الخير.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام