قوله رحمه الله: (لُبس الحلقة والخيط) اللُُّبس هنا بمعنى التعليق، سواء كان في اليد، أو في العنق أو على الثياب .. أو غير ذلك من المواضع. والحلقة معروفة. والخيط معروف.
قال: (ونحوهما) أي مما يشبهما من المعلقات كالودع والصدف وغير ذلك مما يعلق للغاية في قوله: (لرفع البلاء أو دفعه) والرفع: هو الإزالة بعد النزول. والدفع: هو المنع قبل الحصول. والبلاء: يشمل الأمراض والأسقام والكوارث والعين وكل ما يتضرر به الإنسان في ماله أو بدنه.
هاذه هي الترجمة لهاذا الباب.
مناسبة هاذا الباب لما قبله واضحة، أنه شروعٌ في الشرح التفصيلي للتوحيد.
مناسبة هاذا الباب لكتاب التوحيد: أن لُبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه مما يناقض التوحيد، ومما يخلُُّ بالتوحيد إما إخلالاً كليّاً أو إخلالاً جزئيّاً.
ثم ذكر المؤلف -رحمه الله- في هاذا الباب عدة نصوص فبدأ بالأدلة من الكتاب فقال: (وقول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} [1] هاذه الآية أمر الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- رسوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالقول فقال: {قُل} مبلغاً لهؤلاء المشركين {أَفَرَأَيْتُمْ} ، ومعنى {أَفَرَأَيْتُمْ} أي أخبروني، وهاذه صيغة تتكرر في القرآن، وهو تفسير لها باللازم؛ لأن الاستفهام هنا عن الرؤية التي ينبني عليها الخبر، فالاستفسار والسؤال في الحقيقة عن الخبر.
{مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} ، {مَا} هنا موصولة أي الذي تدعون من دون الله، والدعاء -تقدم الكلام عليها- هنا يشمل: دعاء العبادة، ودعاء المسألة.
(1) سورة: الزمر، الآية (38) .