فقوله هنا: (وشهادة أن لا إلاه إلا الله) هو من عطف المترادفات. مثال لعطف المترادفات في الكتاب قوله تعالى: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} [1] فالبث هو الحزن، وهاذا من باب عطف الترادف، والأمثلة في ذلك كثيرة. المهم أن عطف الترادف يأتي في كتاب الله وهاذا منها.
وكلام المؤلف هنا من باب عطف المترادفات، وبعضهم قال: إن هاذا من باب عطف الخاص على العام؛ لأن التوحيد يشمل توحيد الإلهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات. لكن هاذا ليس بسديد؛ لأن الأصل في بيان المؤلف في هاذا الكتاب هو توحيد الإلهية، التوحيد الذي خلق الله الخلق لأجله وبُعثت لأجله الرسل وهو توحيد الإلهية، ولا شك أنه سيتطرق لما يتعلق بتوحيد الربوبية ولما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات لكن ذلك على وجه التبعية لا على وجه الاستقلال.
(تفسير التوحيد) التفسير هو الكشف والإبانة، فالمراد بهاذا الباب الكشف عن التوحيد وبيان التوحيد، وكذلك بيان شهادة أن لا إلاه إلا الله.
(1) سورة: يوسف، الآية (86) .