فهرس الكتاب
الصفحة 99 من 256

إلى الخلق لا يتم إلا بعد أن يعرف بالعقل ومعرفة الله تعالى بذاته وصفاته وأفعاله وأحكامه وإذا كان العقل وافيا بهذه المطالب العالية الشريفة كان أيضا وافيا بمعرفة مصالح الدنيا والآخرة على ما بيناه في الطريقة الثانية. وكان أيضا وافيا بكيفية العبادات وإذا كان العقل وافيا بهذه المطالب كان أيضا وافيا بمعرفة مصالح الدنيا لأن الوافي بمعرفة المهمات العالية الشريفة أولى أن يكون وافيا بمعرفة المهمات النازلة الخسيسة وإذا ثبت هذا فنقول: ظهر أن معرفة نبوة الأنبياء مفرعة على قبول حكم العقل في جميع هذه المطالب.

وعند هذا نقول: حكم الأنبياء والرسل أن كان على وفق حكم العقل ففي حكم العقل غنية. وإذا كان على خلافه كان الفرع معارضا للأصل وعند وقوع التعارض بين الأصل والفرع كان ترجيح الأصل على الفرع أولى من ضده فثبت: أن حكم العقل يجب أن يكون راجحا على كل التقديرات وهذا الكلام على تقدير أن يكون تحسين العقل وتقبيحه معتبرا في معرفة ذات الله تعالى وصفاته وأفعاله وأما إذا قلنا: أن تحسين العقل وتقبيحه غير معتبر، فالقول بفساد البعثة والنبوة: ألزم وأظهر على ما بيناه في الطريقة المتقدمة والله أعلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام