فهرس الكتاب
الصفحة 68 من 76

قال صلى الله عليه وسلم:"نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ", [1] هذه تدلُّ على شرف قدر هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم، وتلاميذهم والعلماء من بعدهم إلى يوم القيامة.

نضَّر الله، ينضر وجوه هؤلاء على الناس، هؤلاء المحدثين، يعطيه ويضيفه مكانة إلى مكانتهم.

دعاء:

43 -فَبِاللهِ تَوْفِيقِي وَآمُلُ عَفْوَهُ * * * وَأَسْأَلُهُ حِفْظاً يَقِينِي مِنَ الْغِيَرْ

44 -لِأَسْعَدَ بِالْفَوْزِ الْمُبِينِ مُسَابِقاً * * * إِلَى جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ فِي صَالِحِ الزُّمَرْ

الشرح والتوضيح:

في هذين البيتين يختم الناظم الزنجاني، وفيهما التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والاستعانة، وطلب التوفيق، ورجاء العفو، وسؤال الحفظ والوقاية من التغيير، يعني هو فرِحٌ بنفسه أنه على السنة، يخشى في المستقبل، ماذا سيحدث؟ ولا يدري ماذا يفعل؟ فيسأل الله سبحانه وتعالى التثبيت، والثبات حتى الممات.

فبالله توفيقي في إصابة الحقِّ، وبلوغي إياه غير متحقق إلا بمددٍ من الله وعونه وتوفيقه، كما قال الله على لسان شعيب عليه السلام: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ} . (هود: 88) ، فهو وحده الموفق والمعين والهادي إلى سواء السبيل.

وآمل عفوَه وأرجو الله أن يعفو عني، والعفو هو غاية المطالب، ما أجملها؛ أن تأتي يوم القيامة، ويقال: قد عفا لله عنك، وأنت محمَّل بالذنوب والخطايا، اذهب فقد عفوت عنك، فمن عفا الله عنه فقد فاز بخيري الدنيا والآخرة.

يقول: وَأَسْأَلُهُ حِفْظاً، وأطلب منه سبحانه حفظا في عقلي وديني وعبادتي، حفظا يقيني من الغير، والتغيير والمراد تغيير الحال من الاستقامة إلى ضدها، وفيه الدعاء بالثبات على الدين، والسلامة من الزيغ والانحراف.

(1) والحديث برواياته: عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا, فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ, فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ, وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ". (ت) (2656) , (د) (3660) , (جة) (230) , (حم) (21630) , انظر صَحِيح الْجَامِع (6763) , الصَّحِيحَة (404) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام