فهرس الكتاب
الصفحة 37 من 76

{وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} . (المجادلة: 22) .

24 -وَلاَ تَسْمَعَنْ دَاعِ الكَلاَمِ فَإِنَّهُ * * * عَدُوٌّ لِهَذَا الدِّينِ عَنْ حَمْلِهِ حَسَرْ

25 -وَأَصْحَابُهُ قَدْ أَبْدَعُوا وَتَنَطَّعُوا * * * وَجَازُوا حُدُودَ الْحَقِّ بِالإِفْكِ وَالأَشَرْ

26 -وَخُذْ وَصْفَهُمْ عَنْ صَاحِبِ الشَّرْعِ إِنَّهُ * * * شَدِيدٌ عَلَيْهِمْ لِلَّذِي مِنْهُمُ خَبَرْ

27 -وَقَدْ عَدَّهُمْ سَبْعِينَ صِنْفاً نَبِيُّنَا * * * وَصِنْفَيْنِ كُلٌّ مُحْدِثٌ زَائِغٌ دَعِرْ

الشرح:

24 -وَلاَ تَسْمَعَنْ دَاعِ الكَلاَمِ فَإِنَّهُ * * * عَدُوٌّ لِهَذَا الدِّينِ عَنْ حَمْلِهِ حَسَرْ

=ولا تسمعن هنا فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة؛ لأن هناك نونا ثقيلة وهناك نونا خفيفة، داعي الكلام، أي دعاة علم الكلام المخالفين به علم الكتاب والسنة، فإنهم يعادون نصوص هذا الدين.=

عَنْ حَمْلِهِ حَسَرْ؛ حسر الشيء يعني كشفه، أي كلَّ وتعب، ولم يطِق، فهؤلاء أعياهم حمل الدين وحفظُه، فأعملوا عقولهم، ويدخل هذا الشيء في الكشف حسَر الشيء رفعه إلى أعلى، فهو يتعب في هذا الأمر، فكلَّ وتعب فلم يطق فهؤلاء كلُّوا وتعبوا فأعياهم حمل الدين وحفظه، فأعملوا عقولهم، استمعوا إلى ما قاله عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:

إِنَّ أَصْحَابَ الرَّأْيِ أَعْدَاءُ السُّنَّةِ، أَعْيَتْهُمُ الْأَحَادِيثُ، أَنْ يَحْفَظُوهَا، وَتَفَلَّتَتْ مِنْهُمْ فَلَمْ يَعُوهَا، وَاسْتَحْيَوا حِينَ سُئِلُوا؛ أَنْ يَقُولُوا: لَا عِلْمَ لَنَا، فَعَارَضُوا السُّنَنَ بِرَأْيِهِمْ، إِيَّاكَ وَإِيَّاهُمْ). [1]

لذلك عندما تناقش واحدا من أهل البدع، ومن أهل الكلام لا تناقشه في بدعته، هذه ضلالة وهذه كذا، اتركها، وإنما كما قال العلماء: خذوهم بالسنن، بل صحَّ أنه من قول عمر بن الخطاب قال: (سيأتي قومٌ يجادلونَكم

(1) ذم الكلام وأهله للهروي (2/ 105) ، رقم: (260) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام