فهرس الكتاب
الصفحة 29 من 76

17 -فَدَعْ عَنْكَ قَوْلَ النَّاسِ فِيمَا كُفِيتَهُ * * * فَمَا فِي اسْتِمَاعِ الزَّيْغِ شَيْءٌ سِوَى الضَّرَرْ

الاكتفاء =بالدين= بالكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة، =ولا نستغني عن أقوال علمائنا الذين يوضحون لنا ماذا أراد السلف بذلك، فهذا تابع، وهذا خادم للدين، لذلك عندما ألف الشافعي رحمه الله كتابه الأم قال: لم أؤلفه لأجعله دينا، وإنما ليتوصل به إلى فهم الدين.

جعله وسيلة، فلذلك أقوال علمائنا اليوم هي عبارة عن توصيل لفهم الدين وشرح وبيان، لأننا لسنا صحابة، ولسنا عربا أقحاحا، لأن الطفل فيهم كان يفهم ويعي اللغة العربية بأكملها، فهذا الاكتفاء به= لا إلى الأراء الخالية عن ذلك، فالناس اليوم في حاجة إلى الشرح والتوضيح والتفسير، فاعتزل أقوال أهل البدع وآراءهم المخالفة لنصوص الوحيين.

=أهل البدع الذين يتكلمون في بدعهم وينشرونها، حاول اعتزالهم، لأنه اليوم يوجد فضائيات كثيرة تبث سموما، وبعض الناس يقول أسمع، وإذا به لم يخرج سالما، خصوصا التي تسب الصحابة والتابعين، وتلك التي تطعن في البخاري ومسلم أو ما شابه ذلك، وبعدها يقلق الدعاة والعلماء بأسئلته وكلماته، فأنت عندما تقع في هذه الأماكن، تقع في أماكن النجاسة، لابد أن تبتعد عنها حتى تطهر نفسك منها لأنها نجاسة.

أحد الشباب شفاه الله وعافاه كان يدخل مع النصارى في محاورات على الفسبكة، ثم أصابته وسوسة أن دينهم صحيح، مسكين، فقال: أنا كفرت يا شيخ، فسبحان الله وقع في مأزق شديد، فجلست معه ساعات أو على الهاتف حتى أُخرِجه منه هذه الوسوسة، قلت له: كما دخلت في هذا المستنقع اخرج منه، لا تدخل إليه مرة أخرى، أصابه إدمان على الفسبكة، وصار يكفر بالله، ويكفر بالرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول: إنه يستطيع أن يؤلف قرآنا، فالقرآن كلمات، فأصبح أمره صعبا، أقول هذا حتى أحذركم، حتى لا يرى أحدكم في نفسه القوة، فيدخل فلا يخرج، نسأل الله السلامة.

فهذا ما حثنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم عند خروج الدجال:"مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ، مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ". [1] لا يقول أنه قوي الإيمان ويذهب

(1) (د) (4319) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام