وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ =تعالى= عَنْهُ =موصيا= لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ، =يقول ابن عبد البر:= وَهُوَ حَدِيثٌ =أي أثر عليٍّ= مَشْهُورٌ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ يُسْتَغْنَى عَنِ الْإِسْنَادِ لِشُهْرَتِهِ عِنْدَهُمْ: (يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَادٍ، إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا لِلْخَيْرِ) ، =قلبك وعاء، فأفضل القلوب الذي يكون مليئا بالخير لا بالشر= (وَالنَّاسُ ثَلَاثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيُّ) ، =نسأل الله جميعا أن نصل إلى هذه المرتبة= (وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ) ، =إنسان يتعلم حتى ينجو، {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ} . (آل عمران: 185) ، يعني هو قريبا من النار، {وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} ، فيريد أن يفوز، والصنف الثالث نسأل الله السلامة منه=
(وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ، وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ) .
=وقد ذكر عليٌّ رضي الله تعالى عنه= ثُمَّ قَالَ: (إِنَّ هَا هُنَا لَعِلْمًا، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ، لَوْ أَصَبْتَ لَهُ حَمَلَةً) ، =يا ليت هناك تلاميذا يحملون العلم، ثم قال:= (بَلَى لَقَدْ أَصَبْتَ لَقِنًا غَيْرَ مَأْمُونٍ) =يتلقى لكنه غير مأمون عندي= (يَسْتَعْمِلُ الدُّنْيَا لِلدِّينِ) ، =وكم عدد أمثال هؤلاء اليوم؟ لا تستطيع عدهم= (وَيَسْتَظْهِرُ بِحُجَجِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى كِتَابِهِ، وَبِنِعَمِهِ عَلَى مَعَاصِيهِ، أُفٍّ لِحَامِلِ حَقٍّ لَا بَصِيرَةَ لَهُ، يَنْقَدِحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ بِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ، لَا يَدْرِي أَيْنَ الْحَقُّ؟ إِنْ قَالَ؛ أَخْطَأَ، وَإِنْ أَخْطَأَ؛ لَمْ يَدْرِ، مَشْغُوفٌ بِمَا لَا يَدْرِي حَقِيقَتَهُ، فَهُوَ فِتْنَةٌ لِمَنِ فُتِنَ بِهِ؛ وَإِنَّ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ مَنْ عَرَّفَهُ اللَّهُ دِينَهُ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلًا أَنْ لَا يَعْرِفَ دِينَهُ) ، =إنسان لا يعرف دينه، هذا كفاه جهله، مهما حمل من الشهادات والكراتين، ومهما درس في الجامعات وتخرج، ما دام يجهل دينه كفى به جهلا، {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} . (الزمر: 9) =