7 -فَقِيلَ لَنَا رُدُّوا إِلَى اللهِ أَمْرَكُمْ * * * إِذَا مَا تَنَازَعْتُمْ لِتَنْجُوا مِنَ الْغَرَرْ
8 -أَوْ اتَّبِعُوا مَا سَنَّ فِيهِ مُحَمَّدٌ * * * فَطَاعَتُهُ تُرْضِي الَّذِي أَنْزَلَ الزُّبُرْ
=فَقِيلَ لَنَا: رُدُّوا أي الأحكام كلها والأقوال والاجتهادات كلها، ترد إلى الله، بأمر من الله سبحانه وتعالى=: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} =فهنا الأمر والرد إلى الله والرسول.=
{وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} =إذا لم يعصوا الله ورسوله.=
{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} . (النساء: 59) ، =فالرد إلى الله وإلى الرسول، يعني إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، هذا عند الخصام والمنازعة في مسألة فقهية أو عقائدية أو ما شابه ذلك، وهذا يؤدي إلى النجاة من الغرر.
والغرر معناه الخداع، إنسان مغرور، غره غيره وخدعه، والمغرو غره الشيطان، والذي غره غيره في بيع أو تجارة، أو ما شابه ذلك خدعه، بالعامية: ضحك عليه، فهذا ضحك على نفسه، فالغرور هو من= غرر بنفسه وأوردها المهالك.
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَاضِرٍ الأَزْدِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ =رضي الله عنه= فَقُلْتُ: (أَوْصِنِي) ، فَقَالَ: (نَعَمْ, عَلَيْكَ بِتَقْوَى الله, وَالاِسْتِقَامَةِ, اتَّبِعْ وَلَا تَبْتَدِعْ) . [1] =يعني رد الأمور إلى الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة، لا تبتدع شيئا جديدا، أو فهما جديدا للدين، أما الدنيا فابتدع فيها ما شئت، فالدنيا هي أهل ومحل للبدع والابتداع، والبدع في الدنيا الصناعات الحديثة وما شابه ذلك، فهذا لو أكثر منها الإنسان لا مانع شرعا.=
(1) سنن الدارمي ت الغمري (ص: 130) ، رقم: (149) .