ورغم الدعايات المغرضة، والتشويه المستمر =ألاَّ يصدقه الناس، وكان الناس يتهمونه اتهامات حتى لا يصدقه الناس= إلا أنه قد تحقق صدقه، =كما قال الناظم=:
. (بِمَا جَاءَهُ مِنْ مُعْجِزٍ قَاهِرٍ ظَهَرْ) ، =آيات كانت تجري على يديه ومنها: القرآن الكريم وهو أعظم آية إلى يوم القيامة، ومنها: انشقاق القمر، ونبع الماء من بين أصابعه، وحلب الشاة التي لم ينزُ عليها فحل، فأخرج اللبن منها، وتسبيح الحصى، وغيرها كثير جدا، جمعها أهل العلم من آيات جرت على يده صلى الله عليه وسلم منها ما ورد بالإسناد الضعيف، ومنها الصحيح ومنها الحسن.
فإليكم قصة هذا الصحابي الجليل معاوية بن حيدة، اسمعوا العجائب منه رضي الله تعالى عنه= فَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ رضي الله عنه قَالَ: (أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ, مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى حَلَفْتُ عَدَدَ أَصَابِعِي هَذِهِ أَنْ لَا آتِيَكَ) ، (وَلَا آتِيَ دِينَكَ) ، =يُرِيد أَنَّهُ كَانَ كَارِهًا لَهُ وَلِدِينِهِ صلى الله عليه وسلم، إِلَّا أَنَّ اللهَ تَعَالَى مَنَّ عَلَيْهِ وهذا من كثرة ما يسمع من دعايات مغرضة، لا يريد أن يذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم.=
(وَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى) ، =أي أصابع يدي.=
(وَإِنِّي كُنْتُ امْرَأً لَا أَعْقِلُ شَيْئًا إِلَّا مَا عَلَّمَنِي اللهُ عز وجل وَرَسُولُهُ) ، =مَقْصُودُهُ أَنَّهُ ضَعِيفُ الرَّايِ, عَقِيمُ النَّظَرِ, معنى كلامه: فَيَنْبَغِي لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَجْتَهِدَ فِي تَعْلِيمِه وَإِفْهَامِه.=
(وَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِ اللهِ, بِمَ بَعَثَكَ رَبُّنَا إِلَيْنَا؟) =معنى كلامه أنه يطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوسع صدره له، أنا جئت وأنا حالف ألا آتيك لكني أتيتك، فأريدك أن تجيب عن كل سؤال.=
(قَالَ:"بِالْإِسْلَامِ") ، (قُلْتُ: وَمَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ:"أَنْ تُسْلِمَ قَلْبَكَ للهِ تَعَالَى, وَأَنْ تُوَجِّهَ وَجْهَكَ إِلَى اللهِ تَعَالَى, وَتُصَلِّيَ الصَلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ, وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ") ، = (حم) (20036) , (س) (2436) , وحسنه في الصحيحة: (369) .=
إنه الصادق في قوله، =في بعض الأحاديث الصحابي يقول: سمعت الصادق المصدوق، أي الصادق في قوله= المصدوق الذي يصدقه ربه، ويؤيده وينصره =ربه سبحانه وتعالى.=
فصدَّقه وأيَّده بالآيات والمعجزات القاهرات.