فهرس الكتاب
الصفحة 55 من 76

33 -وَجَعْدٌ فَقَدْ أَرْدَاهُ خُبْثُ مَقَالِهِ * * * وَأَمَّا ابْنُ كُلاَّبٍ فَأَقْبِحْ بِمَا ذَكَرْ

جعد هو الجعد بن درهم، أرداه أي أهلكه، قال سبحانه: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} . (فصلت: 23) ، فأوصلهم إلى الردى والهلاك، هذه خبث المقالة توصل الإنسان إلى المهاوي، لماذا؟ هذا ما أحدثه وأوجده في الأمة من جحد أسماء الله عز وجل وصفاته، وابن كلاب هو: عبد الله بن سعيد بن كلاب.

أَقْبِحْ يعني ضد أنعم، فهذه للمدح، وهذه للذم، فأقبح بما قاله من كلام وقرره من معتقد.

وهذا الجعد بن درهم كان معلم مروان بن محمد الأموي؛ آخر الخلفاء ولما تبين له سوء مذهبه طرده من عنده، وهو والي ومسئول، ومع ذلك يطرُدون من يقع في الدين.

وكانت نهايته لما أصر على الزندقة أحضره أحد العلماء وهو خالد بن عبد الله القسري، يوم عيد الأضحى خطب خطبة العيد، ووعظهم فيها، وعلمهم أحكام الضحايا ما يجوز فيها وما لا يجوز، وما يستحب وما يكره، ثم قال: (ارجعوا وضحوا وتقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم) ، وما السبب في ذلك؟ (إنه زعم أن الله لم يكلم موسى تكليما، ولم يتخذ إبراهيم خليلا) . [1]

وقالوا: نفى الغلَّ عن الإسلام، خالد نفى الغل عن الإسلام، درست هذه المقالة وانتهت، إلى أن أحييت هذا الزمان، كما يقول الزنجاني عن عصره؛ لفقد الجدّ من الناظر في أمر الأمة من ولاة الأمر، لإهمالهم عما يرجى مراعاته، والله المستعان.

أمَّا عبدُ الله بن سعيد بن كلاب كان نصرانيا، من البصرة، أسلم وفارق قومه، وكانت له أخت كبيرة؛ أكبر منه عالمة بدين النصرانية، لها عندهم قدر عظيم، هجرته حين أسلم وأبعدته.

(1) انظر البداية والنهاية ط هجر (13/ 148) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام