فهرس الكتاب
الصفحة 56 من 76

وكان الحسن جارا لابن كلاب، قال: لما أسلم ابن كلاب هجرته أخته وكانت أكبر منه، وأخرجته من المحلة والدار، وكانت عالمة في النصارى راهبة مقبولة القول، -لاحظ أن معظم الذين لهم دس في الإسلام من غير المسلمين، والغالبية من غير العرب، دخيل على الإسلام.-

فكانت راهبة مقبولة القول للنصارى لا يصدرون إلا عن رأيها، فحمل عليها كل أحد من المسلمين والنصارى من الجيران، في أن تمكنه من الدخول إليها فأبت، -أي اجعليه أن يبيت عندك في مكانه فرفضت.-

فاحتال حتى تسلق عليها من بعض بيوت الجيران، فلما رأته صاحت وجلبت، فقال لها: (يا سيدتي! اسمعي مني كلمة واحدة، ثم افعلي ما شئت) ، -يقول هذا لأخته-، فقالت: (هات) ، فقال: (اعلمي أني وجدت هذا الإسلام ينتشر، ويزداد كل يوم ظهورًا، والنصرانية تضمحل وتندرس آثارها، فرصفت فصولا، وذكرت مسائل وعملتها) ؛ ذكرها لها قد أودعها معنى النصرانية، يعني سأجعل الإسلام ليس بإسلام؛ لأن الناس سيأخذونها، يريد أن يدس السم، لكن هي في الحقيقة نصرانية، دسستها في الإسلام، وشوشت عليهم أصولهم المقننة، فحين سمعت ذلك منه طابت نفسها.

لكن المعلِّق هنا، وأظنه الشيخ عبد الرزاق البدر يقول: هذه قصة كذب لا أصل لها، ويذكر لشيخ الإسلام [1] تعجب من إثبات هذه المقالات للنصارى، والنصارى أجهل من ذلك أن يكون عندهم مثل هذه العلوم حتى في الضلال؛ لأنهم عندهم ضلال عجيب.

لذلك من قال في هذا القرآن: (إن الكلمات ليست من عند الله عز وجل، ولا يتكلم) ، هذا كذب.

كذبه القرآن في قوله سبحانه: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} . (الكهف: 109) ، يعني كلام الله ممكن يكتب.

(1) قال الذهبي في (تاريخ الإسلام) ت بشار (5/ 981) : [قَالَ شيخنا ابن تَيْمية: كَانَ لَهُ فضل وعِلْم ودين، وكان ممن انتُدِبَ للردّ عَلَى الجهْميّة، ومن قَالَ عَنْهُ: إنه ابتدعَ ما ابتدعه ليُظهر دين النصارى عَلَى المسلمين كما يذكره طائفة، ويذكرون أَنَّهُ أرضى أخته بذلك، فهذا كذب عَلَيْهِ، افتراهُ عَلَيْهِ المعتزلة والجهمية الذين رد عليهم، فإنهم يزعمون أنه من أثبت فقد قَالَ بقول النَّصَارى] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام