أما تجلس في مجالسه البدعية التي يدعو فيها إلى بدعته أو ما شابه ذلك، فهنا أنت يجب عليك لا تجالسهم فيها، والله أعلم.
23 -وَمَنْ رَدَّ أَخْبَارَ النَّبِيِّ مُقَدِّماً * * * لِخَاطِرِهِ ذَاكَ امْرُؤٌ مَالَهُ بَصَرْ
أي من جعل خاطره وما يدور في فكره، وفي رأيه وفهمه من خواطر، وكل ما يتوصل إليه من أفكار يقدمه على قول النبي صلى الله عليه وسلم هذه مصيبة، هذا امرؤ ليس له بصر، وليس له بصيرة، هو أعمى البصر والبصيرة، قال سبحانه وتعالى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا} . (الإسراء: 72)
هذا الوصف ينطبق على كل من قدم القول والرأي على قول النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدين وحي، فكيف تقدم عقلك البشري على وحي الله سبحانه وتعالى؟
والأمة أجمعت على أن قواعدَ هذا الدين وأساسَه هو قول الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الثابتة، يعني الثابتة هذه شرط؛ لأن هناك أحاديث وسير وأفعال للنبي صلى الله عليه وسلم ذكرها العلماء في الكتب؛ لكن أسانيدَها غيرُ صحيحة، ونقصد بكلمة الثابتة ما صح سنده أو حسن، فيؤخذ به في العقائد والمعاملات والعبادات والأخلاق، فكلُّ مسلم لزمه في دينه مجانبة هذا الإنسان الذي يأخذ بعقله وفكره وخاطره، وأن يتبرأ من فعله، ويبغضه في الله سبحانه وتعالى؛ لأنه شاقَّ الله ورسوله، وخالف أمر الله سبحانه وتعالى.=
فمن قدم الآراء والأهواء على ما ثبت من الآثار فهذا مطموس البصيرة، ضال السريرة، =قال سبحانه:= {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ} =من الذين كتب في قلوبهم الإيمان، هم الذين باينهم وهجرهم، ابتعد عنهم، فهذا كتب في قلوبهم الإيمان، ابتعدوا عن أهل البدع.=
{وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} =قالوا: برد اليقين، وهو الذي في قلبه راحة، كمن يقول لشخص عن أمر أراده: أثلجت صدري، أي وصلت الراحة إلى القلب.=