فهرس الكتاب
الصفحة 57 من 76

وقوله: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} . (لقمان: 27) ، كل هذه تكون مدادا وتكون حبر مثلا، ما نفدت كلمات الله؛ لأن الله عزيز حكيم.

وأبطل سبحانه التحدي والإعجاز في قوله: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} . (يونس: 38) ، {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} . (هود: 13)

كذلك خالف الأمة كلَّها في كون ما في الأرض كلام الله وكتابه، فهذا من اللفظية من يزعمون أن كلام الله في الحقيقة لا يكون عربيا، ولا يكون عبرانيا، ولا يكون سريانيا، ولا يكون بلغة من اللغات، يعني لم يكلم الله موسى بالعبرية، ولم يكلم محمد صلى الله عليه وسلم بالعبرية، إذن بمَ يتكلم؟

قال: ولا يجوز أن يكون القرآن؛ صورا وآياتٍ، ولا ذا أجزاء ولا أعدادا، ولا سببَ نزول على أحد من الأنبياء في الحقيقة، ولا وجوده في محل قلب ولا لسان ولا صحيفة، انفِ ذلك كله!!!

إذن فما هو القرآن الذي بين أيدينا؟ فهذا يقولون كلام الله غير كتابه، وعلينا أن نحذر من هذه الشبهات حتى لا تلتصق بالقلوب، المهم أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وهذا ما تقول عكسه وضده مباشرة المعتزلة والأشعرية، والله أعلم.

34 -وَجَاءَ ابْنُ كَرَّامٍ بِهُجْرٍ وَلَمْ يَكُنْ * * * لَهُ قَدَمٌ فِي الْعِلْمِ لَكِنَّهُ جَسَرْ

في جملة هذا الركب الضالّ المضل، الذي أخذ الناظم يعدد رؤوسهم، اشتهروا بالبدع ونسبت إليهم، البدعة في الغالب تنسب إلى مؤسسها، مثل الكرامية والجهمية.

أو تنسب إلى نوع البدعة كالقدرية والمرجئة والرافضة.

أو تنسب إلى المكان الذي اشتهرت فيه كالحرورية.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام