يقول في أول بيتين، وأنا جعلت للبيتين الأولين عنوانا: (التمسك بالكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح) ، لأن التمسك بالكتاب والسنة فقط؛ يرجع إلى عقول الناس وأفهامهم، وتتغير من إنسان لإنسان، الأفهام من نصوص الوحيين تتغير، بينما على منهاج السلف لا يتغير الدين على منهج السلف، لا تتغير الأحكام على منهج السلف، لأنهم هم الذين فهموا لنا هذا الدين، وأوصلوه إلينا، فلا نأخذ الدين بأفهامنا نحن الجديدة، وإنما هي بدين الله على منهج السلف الصالح.
يقول:
1 -تَدَبَّرْ كَلاَمَ اللهِ وَاعْتَمِدْ الْخَبَرْ * * * وَدَعْ عَنْكَ رَأْياً لاَ يُلاَئِمُهُ أَثَرْ
2 -وَنَهْجَ الْهُدَى فَالْزَمْهُ وَاقْتَدِ بِالأُلَى * * * هُمُ شَهِدُوا التَّنْزِيلَ عَلَّكَ تَنْجَبِرْ
(الأثر =في اللغة=: هو الباقي في الديار، =يعني بعد ذهاب ميت نقول: هذه آثاره، أنت عندما تمشي في طريق دمث تترك آثارك، فتدل عليك هذه الآثار، فما ترك من الديار يقال عنه: أثر، وتطلق أيضا كلمة الآثار على السنن،= وقالوا لسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم: آثار؛ لأنها بقيت بعده) .
ويطلق على الحديث، وأكثر ما يطلق على ما أثر عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم، وما تركوا من أقوال وأفعال، كلها آثار، لكن في المصطلح يطلق الأثر والخبر في الخصوص على الصحابة رضي الله تعالى عنهم، أو من بعدهم.
إذن في هذا البيت:
تَدَبَّرْ كَلاَمَ اللهِ وَاعْتَمِدْ الْخَبَرْ ** وَدَعْ عَنْكَ رَأْياً لاَ يُلاَئِمُهُ أَثَرْ
وهذا مطابق لقوله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} .