(النساء: 59) ، فنحن مأمورون بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، هذا هو الأصل، أن يطيع الإنسان ربه سبحانه وتعالى، ويطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحتى تكون على منهج السنة والسلف أيضا لابد أن تطيع وليَّ الأمر في غير معصية، فعَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، =رضي الله عنهما= أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ:"أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ؟"قَالُوا: (بَلَى! نَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ) ، قَالَ:"أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمِنْ طَاعَةِ اللَّهِ طَاعَتِي؟"قَالُوا: (بَلَى! نَشْهَدُ أَنَّهُ مَنْ أَطَاعَكَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمِنْ طَاعَةِ اللَّهِ طَاعَتُكَ) ، قَالَ:"فَإِنَّ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ أَنْ تُطِيعُونِي، وَمِنْ طَاعَتِي أَنْ تُطِيعُوا أُمَرَاءَكُمْ، وَإِنْ صَلُّوا قُعُودًا فَصَلُّوا قُعُودًا". (حب) (2109) ، (الإرواء) (2/ 122) . أي خالفوا الأصل وهو الصلاة قائمين، وأطيعوا الأئمة فصلوا قعودا، وفي رواية أخرى:"جلوسا أجمعين". (خ) (657) ، لكن هنا رواية ابن حبان؛"إِنْ صَلُّوا قُعُودًا فَصَلُّوا قُعُودًا"، فشيء مترتب على شيء، فطاعة الأمير طاعة للرسول صلى الله عليه وسلم في غير معصية، وطاعة الرسول في طاعة الله، لا نقول في غير معصية؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يأمر بمعصية، والأمير قد يأمر، لكنه بشر ولا يوحى إليه، لذلك لم تتكر كلمة أطيعوا مع الأمراء، وإنما بقيت {وأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} ، فطاعة أولي الأمر معطوفة على طاعة الله ورسوله.
2 -وَنَهْجَ الْهُدَى فَالْزَمْهُ وَاقْتَدِ بِالأُلَى * * * هُمُ شَهِدُوا التَّنْزِيلَ عَلَّكَ تَنْجَبِرْ
وَنَهْجَ الْهُدَى فَالْزَمْهُ، نهجَ هنا مفعول به مقدم، وفعله وفاعله متأخر الزمه.
واقتد بالألى هم شهدوا التنزيل لعلك تنجبر، فالاقتداء بماذا يكون؟
الاقتداء يكون باتباع الصحابة رضي الله تعالى عنهم و=من بعدهم من= السلف الصالح، =والسلف الصالح من ينتسب إليهم يقولون عنه: سلفي، فمن هم السلف الصالح؟
هم الصحابة رضي الله تعالى عنهم والتابعون وأتباعهم رحمهم الله، يعني من عاشوا في القرون المفضلة،"خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ..". (ت) (2221) ، فذكر ثلاثة قرون، هؤلاء يقتدى بهم؛ لأن هؤلاء المتأخرون من الثلاثة قرون أخذوا عمَّن قبلهم، ومن قبلهم أخذ عن من قبلهم، فهم ثلاثة أجيال، جيلُ الصحابة، وجيلُ تلاميذهم، وجيلُ أتباع التلاميذ.