فهرس الكتاب
الصفحة 35 من 76

22 -وَلاَ تَجْلِسَنْ عِنْدَ الْمُجَادِلِ سَاعَةً * * * فَعَنْهُ رَسُولُ اللهِ مِنْ قَبْلُ قَدْ زَجَرْ

والبدع تعدي كالجرب، =تنتقل من إنسان لإنسان نسأل الله السلامة= فالمسلم منهي عن مجالسة أهل البدع لئلا يتأثر بكلامهم المعسول، =قال سبحانه:= {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} . (غافر: 35)

=لذلك كان السلف لا يحبون مجالسة أهل البدع، فهل نستطيع ذلك في هذا الزمان؟

لا نقول: صعب، نقول: مستحيل؛ لأنه لعل الولد الآن في بيتك؛ ابني وابنك منتمٍ لبدعة معينة، أو خزعبلات معينة، بل تُدرَّس البدع في المؤسسات التعليمية، البدعة خالطت البائع في السوق، التاجر والمزارع، صاحب العمارة التي تسكنها بالأجرة، فكيف أنت تعتزل هؤلاء اليوم؟؟!

اليوم من اعتزل الناس من أهل السنة آثم؛ لأن الناس يحتاجونه لينشر السنة، في قديم الزمان الأمر يختلف، البدعة وأهلها مقموعون، فالبعد عنهم يجبرهم على ترك البدع، أو عدم الجهر بها.

لكن اليوم انعكس الأمر سلبا، كما نُقل عن الألباني رحمه الله تعالى: (لا أرى الهجر اليوم مطلقا) ، اليوم ما في هجر، وجاء بقصة رحمه الله، فقال: (جاءت منك يا جامع ما جاءت مني) ، [1] قالها من دعوه إلى المسجد يريدونه أن يصلي، وكل يوم يؤجل، وفي يوم جاء ليصلي في وقت الضحى، فوجد المسجد مغلقا في غير وقت صلاة فقالها.

لذلك أصحب المعاصي والذنوب والخطايا يفرحون إذا ابتعد عنهم أهلُ السنة، وتجنبهم أهل المنهج الصحيح، وما شابه ذلك، فلذلك عدم مجالسة أهل البدع تكون إذا خشيت على نفسك.

فأنت تعامل أهل البدع في زماننا هذا على قدر الحاجة، إما بالدعوة تدعوه، تهديه كتابا أو شريطا، أو تأخذ حاجتك الدنيوية تشتري منه، أو تبيع عليه أو ما شابه ذلك.

(1) ولفظه رحمه الله: (أنت امسكر وأنا أمبطل) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام