فهرس الكتاب
الصفحة 53 من 76

32 -وَمَا قَالَهُ جَهْمٌ فَحَقًّا ضَلاَلَةٌ * * * وَبِشْرٌ فَمَا أَبْدَاهُ جَهْلاً قَدْ انْتَشَرْ

33 -وَجَعْدٌ فَقَدْ أَرْدَاهُ خُبْثُ مَقَالِهِ * * * وَأَمَّا ابْنُ كُلاَّبٍ فَأَقْبِحْ بِمَا ذَكَرْ

الشرح والتوضيح:

بدأ الشيخ هنا يسمي بعض رؤوس أهل البدع، ومَنْ عَلى أياديهم انتشرت في بلدان هذه الأمة، انتشرت بدعهم وضلالاتهم، سمى جماعة منهم، فبدأ بالجهم بن صفوان، أسِّ الجهمية، أي رأسها، وأس الضلالة، فقال رحمه الله:

وَمَا قَالَهُ جَهْمٌ فَحَقًّا ضَلاَلَةٌ، هذا واضح جدًّا؛ لأن قول جهم نفيٌ لصفات الله سبحانه وتعالى، وهذا هو الجهم بن صفوان، كذلك بشر بن غياث المريسي انتشر معتقده.

فكنية الجهم بن صفوان كما يقول الزنجاني: أبو محرز، الجهم بن صفوان الراسبي، وهو من أهل سمر قند، كان كاتبا للحارث ابن سريج التميمي، حين كان على خراسان، فلما طرده عنها نصر بن سيار الكناني خرج إلى العراق، فحين حصل بها ترك خدمة المملوك، والكتابة وتأله، يعني تعبد، صار يعبد الله عز وجل، وكان يغشى مجلس أبي حنيفة، ثم أحدث مقالات خبيثة، منها:

أن علم الله محدث، يعني ليس صفة من صفات الله، وكلامه محدث، لم يكن -سبحانه- عالما، ولم يكن متكلما سبحانه، حتى أحدث لنفسه كلاما وعلما.

وأحدث مذهب الجبر، وأن الله أجبر الخلق على الكفر والمعاصي، وله أن يفعل ما شاء، إلى آخر ذلك من الترهات لهذا الرجل.

وكان ترك الصلاة نيفا وأربعين يوما متعمدا، وهذه زيادة في العبادة، وقال: (أنا في مهلة النظر حتى يصح لي ثبوت من أعبده) ، يريد أن يتأكد -من ربه-!!

وأن الجنة والنار خلقتا بعد، وهذا تكذيب لله حيث قال: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} . (آل عمران: 133) ، فهي مخلوقة ومجهزة وتزداد زينة كل يوم، وفي النار {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} . (البقرة: 24) ، فتزداد عذابا كل يوم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام