كان الأمير على العراق سلمة بن أحوس من قبل المنصور، فجمع العلماء، وسأل العلماءَ عن مقالاته، وكأنهم عقدوا له جلسة تحقيق وقضاء، وقرروه ببعضها، فأجمع العلماء حين سمعوا ذلك على أن قائل ذلك ومعتقِدَه هو ملحد خالع ربقة الدين، فأمر بقطع يده ورجله وصلبه، وانقطع عن الأمة شرُّ مقالاته واندرست.
ولم يبق أحد يقولها إلا أحد لا يفطن له، إلى أن كان علي بن إسماعيل الأشعري، وفسد بينه وبين أبي علي الجبائي، كلهم أهل بدع، وأخرجه عن مجلسه ونفاه، فعدل عن أقواله وصار يناصره ويناظر المعتزلة، فعاد شرها إلى الأمة.
وكذلك بشر بن غياث المريسي من أهل الأنبار، كان أبوه يهوديا متكلما، يعني على الفلسفة.
أدخل على اليهود في توراتهم ما أدخله بشر على المسلمين في قرآنهم.
وكان يتفقه على مذهب أبي حنيفة.
وكان يذهب بالقرآن، وفي نفي الصفات مذهب الجهم.
ويخالف جهما في الإيمان، ويقول: إنه قول وتصديق.
ويخالفه في الجبر ويوافق المعتزلة، في نفي الخلق عن الأفعال.
علماء السنة ناظروه وألزموه إلزامات لم ينفصل عنها، ولا ترك مذهبه عنادا، هجره قومه من أصحابه ومات مهجورا.
لاحِظوا كل إنسان مبتدع ورأسٍ في البدعة وهو الذي أحدثها كيف هي نهايته؟ وكيف يموت؟ نسأل الله السلامة.