ليقول له: أنت دجال كافر، والسبب من كثرة ما يلقي إليك من الشبهات، ليلا ونهارا، فأنت تريد أن تصلح الشهوات، أم تريد دينا جديدا منه تتعلم دروس وأحكام جديدة، فالذي يشغل نفسه بإزالة الشبهات، هذا لن ينتهي إلى خير، نسأل الله السلامة،= ففي الاستماع إليهم ضرر في الدين.

والعقل وظيفته المعرفة والتدبر

18 -لَقَدْ أَوْضَحَ اللهُ الْكَرِيمُ بِلُطْفِهِ * * * لَنَا الأَمْرَ فِي الْقُرْآنِ فَانْهَضْ بِمَا أَمَرْ

فالأمور واضحة في كتاب الله تعالى، =قال سبحانه=: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} . (الأنعام: 38)

=ومن الطرافة أن بعض الناس قال لأحد الدعاة: معقول أن القرآن فيه كلُّ شيء؟!

قال الداعي: نعم! وكان السائل يلبس على رأسه طاقية، تشبها بالأجانب.

قال: هذه؛ موجودة في القرآن؟ قال: نعم موجودة، سأله: أين؟!

فقال: هذه رطبة أم يابسة؟ فقال: يابسة، قال: في قوله تعالى: {وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} . (الأنعام: 59)

فالله سبحانه وتعالى ما ترك لنا شيئا، وصحيح أن كل شيء مذكور في القرآن إما مفصلا، أو مجملا، سبحان الله!! وإلا الكتابة والمصحف، اللوح المحفوظ لو نشر للناس، فالكون كله لا يتسع له؛ لأن اللوح المحفوظ مكتوب فيه كل شيء بالتفصيل، لكن هنا في القرآن ذكر بالإجمال فـ= ما عليك إلا العمل بأوامره، =قال سبحانه:= {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} . (العنكبوت: 51)

=فهذا أوضح الله فيه بلطفه ومنِّه وكرمه على العباد، أوضح لنا الأمر المراد من العباد، فما عليك إلا أن تنهض وتعمل بهذا الأمر.=