فهرس الكتاب
الصفحة 64 من 76

39 -فَدَعْ عَنْكَ مَا قَدْ أَبْدَعُوا وَتَنَطَّعُوا * * * وَلاَزِمْ طَرِيقَ الْحَقِّ وَالنَّصِّ وَاصْطَبِرْ

40 -وَخُذْ مُقْتَضَى الآثَارِ وَالْوَحْيِ فِي الَّذِي * * * تَنَازَعَ فِيهِ النَّاسُ مِنْ هَذِهِ الْفِقَرْ

فَدَعْ عَنْكَ مَا قَدْ أَبْدَعُوا وَتَنَطَّعُوا؛ أي لما كشف حال هؤلاء، وأشار إليهم بسوء مقالهم وفعالهم عقد هذا البيت، دع واترك ما ابتدع هؤلاء، وأحدثوا في دين الله ما لم يأذن به، وتنطعوا وتكلفوا الخوض فيما لا علم لهم به، كما قال صلى الله عليه وسلم:"هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ"قَالَهَا ثَلَاثًا، [1] ، ويأمرك وينصحك بأن تلازم طريق الحق والنص، وعليك أن تلتزم به، وعليك أن تصطبر، لأن الصبر دون الاصطبار؛ لأنه لو قال لك واحد اصبر، وآخر قال لك اصطبر، فاصطبر أبلغ في المعنى، تحتاج إلى مجاهدة.

اصبر على هذه الطريق، وإياك أن تأخذ إلى اليمين أو الشمال، والطريق الصحيح: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} . (آل عمران: 103) ، وهو كتابه سبحانه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم،"إني تركت فيكم"كما في الحديث"شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي، [2] ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض".

لذلك لا تبالِ بما زخرفوه، والزم نص الكتاب وظاهر الحديث الصحيح، اللذين هما أصول الشرعيات، واصبر على أذى المخالفين لك، فيما لاح لك حقه، وبان صدقه.

40 -وَخُذْ مُقْتَضَى الآثَارِ وَالْوَحْيِ فِي الَّذِي * * * تَنَازَعَ فِيهِ النَّاسُ مِنْ هَذِهِ الْفِقَرْ

(1) (م) (2670) .

(2) عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ، لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ". (ط) (2618) ، وثبت عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا [إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا] : كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ". مختصر العلو: (ص 61) ، (ك) (319) , (قط) (ج 4 ص 245 ح 149) , (هق) (20124) , وحسنه الألباني في المشكاة (186) ، وصَحِيح الْجَامِع (2937, 3232) , وكتاب"منزلة السنة في الإسلام" (ص 18) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام