فهرس الكتاب
الصفحة 63 من 76

لكن في الآخرة الكل يتهم الآخر، {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا} . (الأعراف: 38) ، أي وتلاعنتم فيما كان منكم.

وهذه الطوائف فليرضوا بما يحدث الله لهم في الآخرة من التباغض والتلاعن فاستعجلوه في الدنيا، انتظر حتى تصل الآخرة، لا بل في الدنيا تلاعنوا، ويكفر بعضهم بعضا، وينسب بعضهم بعضا للإثم والعدوان.

38 -وَبِالْعَقْلِ فِيمَا يَزْعُمُونَ تَبَايَنُوا * * * وَكُلُّهُمُ قَدْ فَارَقَ الْعَقْلَ لَوْ شَعَرْ

وبالعقل فيما يزعمون تباينوا، وهؤلاء يقدمون العقل على الوحي والنص والنقل، يقدمونه، يعني يقولون في حديث جاء في عذاب القبر مثلا أو نعيمه، العقل لا يوافق ذلك، كيف يكون ذلك؟ وما وجدنا نارا ولا احتراقا، ولم نجد موزا ولا تفاحا ولا نعيما في القبر، هذا العقل عندهم.

وبالنص غير ذلك، وهذه دار أخرى دار البرزخ، تختلف عن دار الدنيا، وإلا نجد الجنين لا يوجد عنده طعام ولا شراب، وهو في حياة، ويتحرك.

فكل دار من الدور التي نعيشها سواء في الدنيا أو في الآخرة أو في البرزخ تختلف كل واحدة عن الأخرى.

لذلك من يدعي أنه يتميز عن الآخر بالعقل، وعنده أقوال وعقائد مباينة دل عليها العقل وتميز بها، هو يظن نفسه أنه بلغ الصواب بما أوتي من عقل، فهم فيما يزعمون تباينوا العقل، كل واحد تميز عن غيره بالعقل.

لذلك كلهم في الحقيقة قد فارقوا العقل لو شعروا، في الحقيقة العقل لا يخالف الشرع، ولا يخالف النصوص، وإنما هو قد يقف عقله عندها، فيقف حائرا.

وإما أن يوفِّقه الله للتفقُّه والتدبر والفهم، أما غير الاثنين فيأتي بمعنى جديد، أو إبطال لهذا النص، فهذا أبطل عقله، نسأل الله السلامة.

فكل ما جاءوا به خالفوا الكتاب والسنة، لذلك؛ العقل مطلوب للنقل، ليفهمه ويتدبره لا ليحكم عليه، لا ليحكم على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ليس بعد الحق إلا الضلال، وكل منهم ينسب الآخر إلى البهتان.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام