فهرس الكتاب
الصفحة 24 من 76

11 -وَمَا اجْتَمَعَتْ فِيهِ الصَّحَابَةُ حُجَّةٌ * * * وَتِلْكَ سَبِيلُ الْمُؤْمِنِينَ لِمَنْ سَبَرْ

12 -وَمَا لَمْ يَكُنْ فِي عَصْرِهِمْ مُتَعَارَفاً * * * وَجَاءَ بِهِ مَنْ بَعْدَهُمْ رُدَّ بَلْ زُجِرْ

13 -فَفِي الأَخْذِ بِالإِجْمَاعِ فَاعْلَمْ سَعَادَةٌ * * * كَمَا فِي شُذُوذِ الْقَوْلِ نَوْعٌ مِنَ الْخَطَرْ

الشرح:

11 -وَمَا اجْتَمَعَتْ فِيهِ الصَّحَابَةُ حُجَّةٌ * * * وَتِلْكَ سَبِيلُ الْمُؤْمِنِينَ لِمَنْ سَبَرْ

=فعلا هذه التي أجمع عليها الصحابة ليس لنا إلا الأخذ به، لكن إن اختلفوا تخيرنا، لكن ما داموا أجمعوا على أمر فإجماعهم حُجَّةٌ، والدليل على ذلك من القرآن الكريم، الذي استدل به الإمام الشافعي رحمه الله من سورة النساء،=: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} . (النساء: 115) ، =يشاقق الرسول؛ أي يجعل الرسول في شِقٍّ، وهو في شق وجانب آخر، يجعل حديث النبي صلى الله عليه وسلم في جهة، وهو في جهة أخرى، لا يأخذ بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وإن جاءه حديث؛ ربما فقط يتبرك به تبركا، هذا بعد أن تبين له أنه قول النبي صلى الله عليه وسلم، أمر آخر: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} ، يتبع غير الصحابة، وغير إجماعهم، وغير ما كانوا عليه رضي الله تعالى عنهم؛ لأن هذه سبيل المؤمنين، لذلك قال الناظم:

.*** وَتِلْكَ سَبِيلُ الْمُؤْمِنِينَ لِمَنْ سَبَرْ

لمن اختبر وامتحن، اختبر وامتحن ماذا؟ غاص واختبر وتمعَّن في الآيات والأحاديث والنصوص وما شابه ذلك، ليأخذ منها الحكم والدليل الشرعي والحكم والبرهان، فهذا لمن سبر حجة، فلذلك قال العلماء: يحرم مخالفة إجماع الصحابة.

12 -وَمَا لَمْ يَكُنْ فِي عَصْرِهِمْ مُتَعَارَفاً * * * وَجَاءَ بِهِ مَنْ بَعْدَهُمْ رُدَّ بَلْ زُجِرْ

ما لم يكن في عصرهم يعني بعد الصحابة رضي الله تعالى عنهم ما كان متعارفا، وكذلك جاء به من جاء بعدهم يعني جاءوا بدين جديد، فما هو هذا الدين الجديد؟ المقصود به الرأي والهوى، والبدع والخزعبلات، التي

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام