فهرس الكتاب
الصفحة 25 من 76

يتعبدون بها ويراد بها وجه الله سبحانه وتعالى، ولم تكن في عهد الصحابة، إذن هذا هو تعريف للبدعة، لم يكن في عصرهم متعارفا وجاء به من بعدهم، فهذا ماذا نفعل به؟ ردَّه لا تأخذه، ولا تعمل به.

بل زُجِر؛ يعني ورد في الخبر النهي عن الابتداع في الدين، والدليل على ذلك حديث:"مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ", [1] حديث صحيح، وحديث آخر:"... وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ". [2]

أحاديثُ كثيرةٌ تزجرنا عن القول أو اتخاذ القول الذي لم يكن معروفا في الدين، ولم يكن معروفا عن الصحابة، وأثر ابْنِ عُمَرَ قَالَ: (كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ, وَإِنْ رَآهَا النَّاسُ حَسَنَةً) . [3]

كما سنأتي إلى العوام، فهم يتبعون مثل هذه الأقوال، ونسأل الله السلامة، وما لم يكن في عصرهم متعارفا يعني لم يكن دينا في زمن الصحابة، فليس بدين في أي زمن بعدهم.

13 -فَفِي الأَخْذِ بِالإِجْمَاعِ فَاعْلَمْ سَعَادَةٌ * * * كَمَا فِي شُذُوذِ الْقَوْلِ نَوْعٌ مِنَ الْخَطَرْ

فَفِي الأَخْذِ بِالإِجْمَاعِ فَاعْلَمْ سَعَادَةٌ، سعادة ما موقعها من الإعراب؟ مبتدأ مؤخر، وخبر ففي الأخذ،= والسعادة لمن اقتفى أثرهم، =واقتف إجماعهم= ولم يحد عن إجماعهم، والخطر والشقاوة فيمن اتبع ما شذ من أقوال من بعدهم، =وما أنكر من الأفعال التي جاءت بعدهم، نسأل الله السلامة، وفي هذا خطر شديد.=

(1) (م) (1718) .

(2) (د) (4607) وغيره.

(3) المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي، (ص: 180) ، ح (191) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام