فهرس الكتاب
الصفحة 34 من 76

(وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الغَدَاةِ، مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا القُلُوبُ) ، فَقَالَ رَجُلٌ: (إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟) =الظاهر أنه قد انتهى العمل النبوي، والرسالة قد كملت، فكأنك مودع فما تعهد إلينا=

(قَالَ:"أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ") ، =أي لولاة الأمور= ("وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ") ، =يعني لا تستكبروا ما دام هو تولى هذا الأمر، سواء بانتخابات سواء بانقلابات صار ولي أمر، فلا داعي لسفك الدماء.=

("فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ") . [1]

=أين مصير أهل البدع؟ يقول:= ومصير البدع وأهلها إلى سقر.

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ =رضي الله تعالى عنهما=، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ؛ يَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:"مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ، إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ =صلى الله عليه وسلم=، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ"، .. =إلى آخر الحديث الذي رواه النسائي بهذا اللفظ.= [2]

=إذن أصحاب البدع كأنهم عبدو الله تعالى بما لم يشرعه، فإلى النار، لكن هل يخلدون في النار أو لا يخلدون؟

هذا أمر آخر، إن كانت بدعا في العقائد المكفرة -والعياذ بالله- هذا يؤدي إلى خلود في النار، بدع في العبادات وغير مكفرة هذه من الذنوب، ومن كبائر الذنوب أو صغارها حسب البدعة كبرها أو صغرها.=

(1) (ت) (2676) .

(2) (س) (1578) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام