فلذلك طاعة هؤلاء هم الذين نقتدي بهم؛ لأنهم شهدوا التنزيل، من الذي شهد التنزيل؟ الصحابة.

من أخذ عن من شهد التنزيل؟ التلاميذ وهم التابعون.

من أخذ عن التابعين؟ سلسلة أتباعهم، كما سنعلم في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، فالصحابة هم الذين شهدوا التنزيل، عَنْ أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، يُبْعَثُ مِنْهُمُ الْبَعْثُ، فَيَقُولُونَ": =يعني ينطلق جماعة من الجيش ليقاتلوا ويجاهدوا في سبيل الله، ويفتحوا البلدان، ويدعوا إلى الله سبحانه وتعالى، فيقولوا:="انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ فِيكُمْ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيُوجَدُ الرَّجُلُ"، =أي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم="فَيُفْتَحُ لَهُمْ بِهِ"، =هذه كرامة من الله عز وجل لمن يسير على هدي النبي صلى الله عليه وسلم، يُنصَرون بوجود أمثال هؤلاء المتبعين للنبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة="ثُمَّ يُبْعَثُ الْبَعْثُ الثَّانِي، فَيَقُولُونَ: هَلْ فِيهِمْ مَنْ رَأَى أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيُفْتَحُ لَهُمْ بِهِ، ثُمَّ يُبْعَثُ الْبَعْثُ الثَّالِثُ، فَيُقَالُ: انْظُرُوا؛ هَلْ تَرَوْنَ فِيهِمْ مَنْ رَأَى مَنْ رَأَى أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ ثُمَّ يَكُونُ الْبَعْثُ الرَّابِعُ، فَيُقَالُ: انْظُرُوا هَلْ تَرَوْنَ فِيهِمْ أَحَدًا رَأَى مَنْ رَأَى أَحَدًا رَأَى أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيُوجَدُ الرَّجُلُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ بِهِ", وهذه إحدى روايات الحديث في صحيح مسلم (2532) .

وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لَا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَآنِي وَصَاحَبَنِي، وَاللهِ لَا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي, وَصَاحَبَ مَنْ صَاحَبَنِي، وَاللهِ لَا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي, وَصَاحَبَ مَنْ صَاحَبَ مَنْ صَاحَبَنِي". رواه ابن أبي شيبة = (32417) , وابن أبي عاصم= (1481) ، انظر الصَّحِيحَة (3283)