فهرس الكتاب
الصفحة 58 من 76

فهناك جمع من المؤسسين للبدع اشتهرت وانتشرت، وتأسست على أيديهم مثل ابن كرام، فهو كان يقول بهُجْرٍ من القول، يعني الهجر هو الباطل، الباطل من القول كما قال صلى الله عليه وسلم من الناحية اللغوية: «كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا، وَلَا تَقُولُوا هُجْرًا» ، [1] يعني لا تقولوا قولا باطلا، وإنما تحية أهل المقابر بالسلام، وما شابه ذلك.

وجاء ابن كرام بقول باطل، بناه على أي شيء؟!! لم يكن له قدم في العلم لكنه جسر؛ من الجسارة، فتجرأ وأقحم نفسه فيما ليس له بأهل، حيث خاض في أمور الدين العظام، وقرر فيها تقريرات بلا علم، وخاض فيها بالباطل وهجر من القول.

وهؤلاء الكرامية طائفة منهم تسمى المهاجرية، ما صفاتهم وأفعالهم؟ وأسسوا قواعد على ماذا؟

قال: يقولون بالتجسيم والعياذ بالله، وأن الله جسم لا كالأجسام، ويقولون: (إن الأنبياء تجوز منهم الكبائر والمعاصي، إلا الكذب في البلاغة، أما الكذب في الأطفال والنساء فلا مانع) ، لا يستثنون زنا ولا سرقة ولا غير ذلك!! كل ذلك ممكن أن يقع من نبي مثل هذا، نسأل الله السلامة.

ولا يوصف الله بالقدرة على غير ما فعل؛ لأنه لا يقدر على إسماع خلقه كلهم، حتى يبقى وحده، كيف يدخلوا في هذه الأشياء العجيبة جدا! لا أعلم!

ما الذي دعاهم أن يتكلموا في هذا الكلام؟ نسأل الله السلامة!!

ويجيزون كون إمامين، يعني يكون رئيسان لدولة واحدة، يعني لو جاءوا عندنا هنا، تمام التمام، يجدون أرضية لهم، وكذلك في بلاد المسلمين الأخرى، ونجد أن بلدانا أيضا تريد أن تُقسَّم فنجد فيها رئيسان أو ثلاثة، فهذا على مذهبهم، الكرامية؛ إمامين أو أكثر في وقت واحد.

ولهم حماقات غير ذلك، ولا يستحلوا التلفظ بها، لا يحل لمسلم التلفظ بها، فصار لهم بجهلهم تبع كثير وجمع كبير، وأمر بإحضارهم إبراهيم بن الحصين أمير سجستان، فجاءه ابن كرّام لابسا مسحا، يعني ثوبا من جلد، معلِّقا سبحة بيده، وهذا يدل على الزهد والعبادة، ومعه أصحابه عليهم برانس، يعني ثياب رأسها منها مثل لباس المغاربة،

(1) (حم) (23052) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام