42 -وَبَيَّنَ فَحْوَاهُ النَّبِيُّ بِشَرْحِهِ * * * وَأَدَّى إِلَى الأَصْحَابِ مَا عَنْهُ قَدْ سُطِرْ
وهذا الوحي بين فحواه النبي صلى الله عليه وسلم، يعني ما أتى به جبريل عليه السلام، بينه النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الشريفة، فقد جاء الأمر بالصلاة، لكن لم يأتِ بكيفيتها، أربع ركعات أو ركعتين، ماذا نقول ونحن قيام؟ أركانها وشروطها، ما أتى في تفصيلها شيء في القرآن، لكن بينها النبي صلى الله عليه وسلم.
وجدنا الأمر بالزكاة في القرآن، ولم يأتِ فيه مقاديرها وأنصبتها وما يحول عليه الحول، وشروطها، وكذلك كثير من العبادات بين لنا فحواه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يكون المرء من أهل القرآن حتى يكون من أهل السنة، ففي القرآن قوله سبحانه وتعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} . (الحشر: 7)
وقول الناظم: وَأَدَّى إِلَى الأَصْحَابِ، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم أدى إلى الأصحاب الكرام دين الله وشرعه، يعني بلغهم إياه كاملا مبينا، ما ترك خيرا إلا ودلَّهم عليه، ولا شرا إلا وحذَّرهم منه، كل هذا مَا عَنْهُ قَدْ سُطِرْ، كل ما قدمه النبي صلى الله عليه وسلم سطّره الصحابة، ونقلته إلى من بعدهم إلى أن وصلنا.
فهذه دواوين السنة التي جمعت أحاديثه الشريفة وسنته العطرة، وهديه القويم في الصحاح والمسانيد والمعاجم والأجزاء، كلها جاءت بأسانيدها.
ويوجد بعض المشايخ -ممن كان قد درسنا في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة- يقول: إنه منذ سنة انتهى من جمع صحيح السنة، لا تحتاج إلى كتاب آخر، وقال: نقول للناس القرآن والسنة، فقال: نريد السنة، فقال: نريد كتابا يقتنيه الإنسان بجانب القرآن، جمع فيه جميع الأحاديث الصحيحة حسب علمه، فلا تحتاج أن تبحث عن حديث خارج هذه الأحاديث، موسوعةٌ كبيرةٌ جدًّا للسنة، وهو الشيخ الأعظمي شيخ هندي يسكن المدينة؛ وطلبنا نسخة، مع أننا لا نستغني أيضا عن بقية كتب السنة، وإن كان هذا من باب التيسير، وكثير من الناس استغنى اليوم عن الكتب بهذا؛ أي بالأجهزة الحديثة والحواسيب، ويقول: فيه الشاملة أو المحدث، أو البرامج الحديثية، وأستغنى عن الكتب؟ لا نستغني عن الكتب.