وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. (آل عمران: 77) ، =فمن أنكر كلام الله في الدنيا، يحرمون من كلام الله تعالى يوم القيامة=

وختم =الزنجاني رحمه الله تعالى= هذه الأوصاف بقوله:

(مُرِيدٍ لِمَا يَجْرِي عَلَى الْخَلْقِ مِنْ قَدَرْ) ، فما أراده كونا كان، وما لم يرده لم يكن =سبحانه، ولا يحدث شيء من غير إرادة الله عز وجل الكونية=، فالإرادة نوعان:

=إرادة= كونية قدرية، وهذه كلُّ الكائنات منقادة إليها، =لا يتخلف عليها حيوان أو إنسان، كافر أو مؤمن، إرادة كونية أرادك أن تكون ذكرا من سيغير هذا؟ أرادك أن تكون من جنس معين، شرقي أو غربي أو ما شابه ذلك، فهذه إرادة كونية، إرادة أن تطلع الشمس من مشرقها كل يوم كونية، الإنسان لا يحاسب عليها، لكن النوع الثاني=:

إرادة شرعية، لا ينقاد إليها إلا المؤمنون، =كالأوامر؛ فأمرنا بالطاعات والعبادات، ونهانا عن الزواجر، هذه إرادة شرعية، قد يخالفها الكفار، قد يخالفها الفسقة والفجار، وقد يخالفها بعض المؤمنين تقصيرا أو تكاسلا أو تهاونا.=

6 -وَقَوْلُ رَسُولٍ قَدْ تَحَقَّقَ صِدْقُهُ * * * بِمَا جَاءَهُ مِنْ مُعْجِزٍ قَاهِرٍ ظَهَرْ

أي وحكِّم فينا أيضا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من هديه وسنته، =في أقواله وأفعاله= فما ثبت عنه فقد تحقق صدقه، =يعني السند يثبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم إذن قاله، إذن هو صادق، عندما أُخبِرَ أبو بكر رضي الله عنه بإسراء النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى، قال: (تكذبون عليه) ، ما صدَّقهم، (تكذبون عليه) ، قالوا: (هو يقول) ، قال: (إن كان قاله فقد صدق) ، إذا ثبت السند انتهى، هو كذَّبهم لأنهم ليسوا أهلا لنقل الأخبار، إن كان قاله فقد صدق، فسمي الصدِّيق.

وقوله صلى الله عليه وسلم الذي يتكلم فيه عن الدين والعبادة، والآخرة والدنيا وأحوال الناس، وقصص السابقين واللاحقين كل هذا= وهو وحي بسم الله الرحمن الرحيم: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} . (النجم: 1 - 5) ، =لذلك ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في أمور الدنيا قال:"أنتم أعلم بشئون دنياكم"، وأنتم تعلمون مناسبة هذا الحديث، أنه مرَّ على قوم من الأنصار يؤبِّرون نخلا لهم، فقال: لو تركتموه لقدر الله، سواء أبَّرتم أو لم تؤبّروا قدر الله كائن، فتركوا