[1] ومن صفات الله عز وجل متكلم= المتكلم: =قال سبحانه:= {وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ} . (الأنعام: 73) ، =وقال سبحانه:= {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} =فالأشياء مخلوقة لله عز وجل، والأمر قول، فالعلماء يستدلون من هذا أن القرآن غير مخلوق، وكلام الله غير مخلوق؛ لأن الأمر غير الخلق، فمخلوقات الله عز وجل كلها لله، والأمر أي قوله سبحانه وتعالى: كن وغيره= {تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} . (الأعراف: 54) .
=وقال سبحانه ممتنا على بعض أنبيائه مباشرة، وبدون واسطة، فقال سبحانه وتعالى:= {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ} . (البقرة: 253) ، =وقال سبحانه عمن كلمه:= {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} . (النساء: 164) ، =فقال بعض الذين ينكرون كلام الله عز وجل كالمعتزلة وغيرهم، يقولون للمقرئ أظنه حفص أو غيره، [2] قالوا له: لو حركت وقلت: {وكلَّم اللهَ موسى تكليما} ، يعني موسى هو الذي كلم الله، بتقديم المفعول به على الفاعل، يعني اقرأها هكذا حتى يقرأها الناس، فقال له يا أحمق: هبني فعلت ذلك، فماذا أفعل في قوله:= {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} . (الأعراف: 143) ، =هذه ما تستطيع أن تفعل بها شيئا بالحركات، أما في الأولى ربما، ماذا أفعل؟ قال: آه لو استطعت حكها من المصحف لفعلت، يعني الآية الثانية لا، أما الأولى ممكن يغير فيها، لكن الثانية لا، فهذا ما هو مقتنع، نسأل الله السلامة.=
وعدم تكليم الله سبحانه =وتعالى لبعض البشر هذه= للكفار عقوبة لهم، =قال سبحانه=: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} . (البقرة: 174) ، إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ
(1) كما ذكر ذلك الشيخ عبد الرزاق شارح الرائية، ومعظم شرحي الآن مقتضب منه، وهو ابن الشيخ عبد المحسن العباد فحفظهما الله.
(2) قالوا:[التَّحريفُ ينقسمُ إلى قسمين: الأوَّلِ: تحريفُ اللفظِ، كقولِهم في (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً) بِنَصْبِ لفظِ الجلالةِ، وكقولِهِم في (استوَى) : استولى، (وَجَاءَ رَبُّكَ) أي أَمْرُهُ. وَيُرْوَى أنَّ جَهْمِيّاً طلبَ من أبي عمرو بِنِ اِلعلاءِ أحدِ القُرَّاءِ يقرأُ: (وَكَلَّمَ اللَّهَ مُوسَى تَكْلِيماً) بِنَصْبِ لفظِ الجلالةِ، فقال له: هَبْنِي فَعَلْتُ ذلك فما تَصنَعُ بقولِه: (وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ) فَبُهِتَ الجَهْمِيُّ.
الثَّاني: التَّحريفُ المعنويُّ: كقولِهم في قوله سبحانه وتعالى: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً) أي جَرَّحَهُ بِأَظَافِيِرِ الْحِكْمَةِ تَجْريحاً] . من حاشية التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية للشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد (ص: 12) .