وجمع بين السمع والبصر في أكثر من آية، =فقال=: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} . (النساء: 58) ، {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} . (النساء: 134) ، يرى ويسمع دبيب النملة السوداء =على الأرض يسمعها ويراها= في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء =سبحانه=، ويرى =سبحانه= دماءها التي تجري في عروقها، =عروق النملة أو عروق البعوضة، وكذلك يرى سبحانه= وسريان الماء في النبات، =صغُر جدًّا أو كبر، يراه سبحانه وتعالى= قال في التذكرة للقرطبي (ص: 188) : ولقد أحسن أبو العلاء بن سليمان المغربي حيث يقول:
يا من يرى مدَّ البعوض جناحَها ... في ظلمة الليل البهيم الأليل
ويرى مناط عروقها في لحمها ... والمخَّ في تلك العظام النُّحَّل
آجالها محتومة أرزاقها ... مقسومة بعطا وإن لم تسأل
=الأجل مضروب لهذا النمل والبعوض كبقية البشر وسائر المخلوقات، وكذلك الرزق كله محتوم مقسوم، حتى لو لم تسأل الله عز وجل، الله يعطيك، وكم من شيء أنت وجدته لم تسأل الله سبحانه وتعالى فيه، وإنما وجدته أمامك، أشياء دنيوية، وإن شاء الله أشياء تفرحك وأخرى أخروية، ولذا قال:=
امنن عليَّ بتوبة تمحو بها ... ما كان مني في الزمان الأوَّل
اللهم آمين.
ومن صفاته وأسمائه= الواحد: =وهذا في أكثر من آية في كتاب الله سبحانه وتعالى، قال سبحانه:= {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} . (البقرة: 163)
[فهو المتفرد بصفات المجد والجلال، المتوحِّد بنعوت العظمة والكمال، والكبرياء والجمال =سبحانه متفرد في كل شيء من الكمال=، فهو واحد في ذاته لا شبيه له =سبحانه=، واحد في صفاته لا مثيل له، واحد في أفعاله لا شريك له، واحد في ألوهيته لا ندله، =لا ند له= في المحبة والذل والخضوع وجميع معاني العبودية] .