بِصَاحِبِ ذَلِكَ اذْهَبُوا إِلَى ابْنِي إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ ... الحديث) وذكر موسى وعيسى عليهما السلام وكلهم يقول: (لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ اذْهَبُوا إِلَى ... ) كلُّ نبي منهم إلى مَنْ بعده (فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - فَيَقُومُ فَيُؤْذَنُ لَهُ ... الحديث) رواه مسلم. فيُفتح باب الجنة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا يُفتح لأحدٍ قبله، وفي حديث أنس - رضي الله عنه - قال: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتَفْتِحُ فَيَقُولُ الْخَازِنُ مَنْ أَنْتَ فَأَقُولُ مُحَمَّدٌ فَيَقُولُ بِكَ أُمِرْتُ لَا أَفْتَحُ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ) رواه مسلم.
الشفاعة الثالثة: في من لا حسابَ عليهم من أمته - صلى الله عليه وسلم - أن يدخلوا الجنة، وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه: (أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ... الحديث) وفيه: (فَأَقُولُ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَاب ... الحديث) رواه الشيخان. وهذه الشفاعة أيضاً من المقام المحمود.
الشفاعة الرابعة: في قوم دخلوا النار من عصاة المؤمنين الموحِّدين ممن ماتوا مُصرِّين على معصيةٍ عالمين بتحريمها، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث الشفاعة عن أنس - رضي الله عنه: (فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يَقُولُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَهْ قَالَ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ قَالَ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ) رواه البخاري، وفيه: (قَالَ قَتَادَةُ وَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ... الحديث) وفيه: (ثُمَّ أَعُودُ) حتى ذكر (ثُمَّ أَعُودُ الثَّالِثَة فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ) وأنه يشفع، فإن الله - عز وجل - يُحدّ له حداً، فيُدخلهم الجنة، وفيه: (حَتَّى مَا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ قَالَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} قَالَ وَهَذَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي وُعِدَهُ نَبِيُّكُمْ - صلى الله عليه وسلم -) رواه البخاري ومسلم بنحوه. وقال - صلى الله عليه وسلم - في حديث جابر - رضي الله عنه:
(شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي) رواه أحمد وأبوداود والنسائي والحاكم (صحيح) . وفي حديث أنس - رضي الله عنه: (فَيُقَالُ انْطَلِقْ فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ بُرَّةٍ أَوْ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْهَا فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَرْجِعُ إِلَى رَبِّي فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ لِي يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيُقَالُ لِي انْطَلِقْ فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْهَا فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ