وقول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} . [1]
وقال الخليل عليه السلام: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ} [2] .
وفي الحديث: (( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ) ). فسئل عنه فقال: (( الرياء ) ).
وعن ابن مسعود -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (( من مات وهو يدعو من دون الله ندّاً دخل النار ) ). رواه البخاري.
ولمسلم عن جابر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (( من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئًا دخل النار ) ).
[الشرح]
قال المؤلف رحمه الله: (باب الخوف من الشرك وقول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ .. } الآية.)
مناسبة هاذا الباب لما قبله: أنه في الباب السابق ذكر تحقيق التوحيد، وفي هاذا الباب ذكر المؤلف رحمه الله الخوف من الشرك، يعني من المناسبة أنه يشير بهاذه الترجمة إلى أنه ينبغي للإنسان ألا يركن إلى كونه قد حقق التوحيد، بل لابد -مع مجاهدته وعمله في تحقيق التوحيد- أن يكون خائفًا وجلاً من الشرك، ويمكن أن يقال أيضا: إنه لا يكون ولا يحصل تحقيق التوحيد إلا بالخوف من الشرك، فيكون لهاذه الترجمة مناسبتان.
المناسبة الأولى: ألا يركن الإنسان إلى ما يظنه من تحقيق التوحيد فيقول: إذا حققت التوحيد فقد أمنت من الشرك، بل يجب -مع مجاهدته في تحقيق التوحيد- أن يكون على حذر من الوقوع في الشرك.
المناسبة الثانية: أن من كمال تحقيق التوحيد وتمامه أن يكون الإنسان خائفًا من الشرك وجلاً منه، فإنه إذا كان كذلك سلم له توحيده، وصح له إيمانه.
(1) سورة: النساء الآية (48، 116) .
(2) سورة: إبراهيم الآية (35) .