ولابن ماجه عن الطفيل أخي عائشة لأمها قال: رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود، قلت: إنكم لأنتم القوم، لولا أنكم تقولون: عزير ابن الله. قالوا: وأنتم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد، ثم مررت بنفر من النصارى فقلت: إنكم لأنتم القوم، لولا أنكم تقولون: المسيح ابن الله، قالوا: وأنتم لأنتم القوم، لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد، فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت، ثم أتيت النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأخبرته. قال: (( هل أخبرت بها أحداً؟ ) ). قلت: نعم. قال: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (( أما بعد؛ فإن طفيلاً رأى رؤيا، أخبر بها من أخبر منكم، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها، فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده ) ).
[الشرح]
قال المؤلف رحمه الله: (باب قول: ما شاء الله وشئت.)
أي: حكم هاذا القول، ومناسبة هاذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة؛ لأنّ هاذا القول يُخِلّ بالتوحيد، فهو من الشرك إما من الشرك الأصغر، وإما من الشرك الأكبر، فهو من التنديد بالله عزّ وجل، أي: من جعل الأنداد له -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وأما مناسبته للباب الذي قبله: فإنه من جنس الباب السّابق في أنه متضمن لما فيه تعظيم غير الله، تسوية الله بغيره، فإن من حَلَفَ بغير الله فقد سواه بالله عز وجل، وكذلك من ذَكَر مع الله غيره على هاذا الوجه، وهو وجه التسوية باستعمال حرف الواو، فإنه يكون قد سَوَّى مع الله غيره.