(أن هاذا) المشار إليه الشرك والإيمان بالجبت والطاغوت وعبادة الطاغوت، كل هاذا لا بد أن يكون في الأمة؛ لحديث أبي سعيد، وهو قول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ) ).
[المتن]
السابعة: التصريح بوقوعها، أعني عبادة الأوثان في هاذه الأمة في جموع كثيرة.
[الشرح]
وذلك من قوله: (حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين) ، ومن قوله: (وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان) وفئام يطلق على الجماعات الكثيرة.
[المتن]
الثامنة: العجب العجاب خروج من يدعي النبوة مثل المختار -عفا الله عنه- مع تكلمه بالشهادتين وتصريحه بأنه من هاذه الأمة، وأن الرسول حق وأن القرآن حق وفيه أن محمداً خاتم النبيين، ومع هاذا يصدق بهاذا كله مع التضاد الواضح.
[الشرح]
وهاذا يفيد أنه من تكلّم بالشهادتين واعتقد مضمونهما ظاهراً فقد يقع منه ما يُخالف هاتين الشهادتين، وينقض هاتين الشهادتين، فالواجب على المؤمن التحري في تحقيق هاتين الشهادتين، وألا يأتي بما ينقضهما ويخالفهما، فهاذا المختار هاذه حاله: يتكلم بالشهادتين ويصرح بأنه من هاذه الأمة، ويقر للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالرسالة ويؤمن بأنه خاتم النبيين، ومع ذلك يدّعي النبوة، وهاذا الادعاء نقض لما تقدم أو لأكثر ما تقدم، وعلى هاذا فإنّ التكلم بالشهادتين لا يحمي الإنسان من أن يكون من أهل الكفر إذا أتى بما ينقض هاتين الشهادتين ويخالف مقتضاهما.