هاذا الجواب الثاني: يسميه العلماء الجواب بالتسليم، إذا سلمنا ما تقولون فإننا نجيب بكذا، وأما الأول فالجواب بالمنع نمنع أن يكون ما يجري حول القبر من أفعال الشرك مما سأل رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ربه أن لا يقع، واضح يا إخوان؟
لأن هاذا من الشبه والحجج التي يثيرها هؤلاء على أهل التوحيد.
[المتن]
الرابعة: قرنه بهاذا اتخاذ قبور الأنبياء مساجد.
[الشرح]
وذلك في قوله: (( اشتد غضب الله ) ). فإنه قَرَن بين دعائه وسؤاله واستعاذته، وبين خبره عن شدة غضب الله عز وجل.
[المتن]
الخامسة: ذكر شدة الغضب من الله.
[الشرح]
وهاذا فيه إثبات صفة الغضب لله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وهي ثابتة يثبتها أهل السنة والجماعة، ويثبتها الذين يثبتون الأفعال الاختيارية لله جل وعلا، وينكرها منكرة الأفعال الاختيارية؛ لأنهم يقولون: إن هاذا يقتضي الحدوث، والحدوث يلزم منه أن يكوم محدثًا، من قام به المحدث فهو محدث.
على كل حال هاذا كلام فارغ يعارض الكتاب والسنة، وبأي عقل يوزن الكتاب والسنة؟!
ما دلَّ عليه الكتاب والسنة يجب الإيمان به على مراد الله ورسوله وعلى الوجه اللائق به -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.
وفيه أن غضب الله -جل وعلا- ليس على درجة واحدة، بل هو متفاوت، ويدل لذلك أيضًا قول الأنبياء في عرصات القيامة: (( إن الله غضب غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله ) ). فيدلُّ ذلك على أنَّ هاذه الصفة تتفاوت، وكذلك سائرُ صفات الله -عز وجل- الفعلية فإنها متفاوتة، المحبة والرضا هاذه متفاوتة.
[المتن]
السادسة -وهي من أهمها -: معرفة صفة عبادة اللات التي هي أكبر الأوثان.
[الشرح]
من أين أخذ الشيخ -رحمه الله- أنَّ اللات أكبر الأوثان؟