وجه ذلك أن معاذاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: (أفلا أبشر الناس؟) . ولو كانت شائعة لما سأل هاذا السؤال، ولما قال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( لا تبشرهم ) ). فدلّ ذلك على أنها ليست مما عم العلم به.
[المتن]
السادسة عشرة: جواز كتمان العلم للمصلحة.
[الشرح]
هاذا صحيح، وليس كل كتم للعلم ممنوعاً مذموماً، بل منه ما هو محمود، بل منه ما هو واجب كما قال ابن مسعود -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: ما أنت محدث قومًا بحديثٍ لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم.
[المتن]
السابعة عشرة: استحباب بشارة المسلم بما يسره.
الثامنة عشرة: الخوف من الاتكال على سعة رحمة الله.
[الشرح]
هاذا يأمن منه الإنسان بالنّظر إلى ما جرى عليه فعل الله -عز وجل- في بعض من عاقبه، فإن آدم عليه السلام أخرجه الله من الجنة بخطيئة، فلا يأمن الإنسان من مواقعة السيئات ويقول: أستند إلى سعة رحمة الله وفضله. فما أدراك أن فضله يدركك وأنك أهل له؟ فالله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- أعلم بأهل الفضل، الله أعلم بالمهتدين، وهو أعلم حيث يمن ويرحم -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، فينبغي للمؤمن أن يكون على حذر.
[المتن]
التاسعة عشرة: قول المسؤول عما لا يعلم: الله ورسوله أعلم.
[الشرح]
أما إذا كان في مسائل الشريعة فلا إشكال؛ أنه يقول ذلك في حياة النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبعد موته، إذا سئل الإنسان مسألة من مسائل الدين والشرع وهو لا يعلمها فيقول: الله ورسوله أعلم، في حياة النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبعد موته.