وعن معاذ بن جبل -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: كنت رديف النّبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على حمار فقال لي: (( يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟ ) ) [فـ] قلت: الله ورسوله أعلم. قال: (( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً ) )، فقلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال: (( لا تبشرهم فيتكلوا ) )أخرجاه في الصحيحين. [1]
[الشرح]
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد؛ فهاذا الكتاب المبارك - كتاب التوحيد - للشيخ العلامة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب، وهاذا الكتاب فريد في نوعه، وهو من أهم الكتب التي أُلفت في بابه؛ أي في باب توحيد العبادة، بل لا يبالغ الإنسان إذا قال: إنه لم يؤلَّف مثله في بابه، فإنه كتاب حوى آيات وأحاديث كثيرة من أحاديث النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وآثار الصحابة التي تجلِّي وتبين حقيقة ما دعت إليه الرسل، فهاذا الكتاب لا تجد له نظيرًا، وليس هاذا مبالغة بل هاذا هو الواقع، فإنه كتاب لا نظير له فيما نعلم: من حيث حسن التبويب، ومن حيث جودة الانتقاء للأدلة، ومن حيث وضوح المعاني؛ فإن الشيخ رحمه الله ذيل الأبواب بمسائل تبين مقاصد الباب وتوضح المراد من سياق الآيات والأحاديث والآثار في هاذه الأبواب التي جعلها شبيهةً بكتاب الإمام البخاري رحمه الله؛ حيث إنه ترجم لكل باب، حتى إنه ترجم لكل باب بما يناسبه من الآيات والأحاديث.
(1) البخاري: كتاب اللباس، باب إرداف الرجل خلف الرجل، حديث رقم (5967) .
مسلم: كتاب الإيمان، باب الدليل على من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا، حديث رقم (30) .