وعن سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: أشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله بضاعته"
مفعلة-: من نفق البيع ضد كسد، أي: مزيدة للسلعة-بكسر المهملة- أي: البضاعة، أي: رواج له، وقوله:"ممحقة"مفعلة: من المحق، أي: مذهبة للبركة، أي: مظنة لمحقها، أي: نقصها.
{وعن سلمان} الفارسي1 مولى النبي صلى الله عليه وسلم {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم2 قال:"ثلاثة لا يكلمهم الله"} أي: بما يسرهم {ولا يزكيهم} أي: يطهرهم من الذنوب {ولهم عذاب أليم:} أي: مؤلم موجع {أشيمط} تصغير أشمط، أي: [أشيب] 3 {زان} لأنه من غير ضرورة، فقد ضعفت شهوته، وإنما هو عناد واستخفاف بحق الله تعالى، والشيخ الكبير يعجز عن الوطء الحلال فكيف بالحرام {وعائل} أي: فقير {مستكبر} لأنه قد عدم المال فلم يستكبر، {ورجل جعل الله بضاعته} أي: جعل يمينه بالله
1 هو: سلمان بن الإسلام, أبو عبد الله الفارسي, سابق الفرس إلى الإسلام, صحب النبي وخدمه وحدث عنه, كان لبيبا نبيلا حازما عابدا زاهدا, روى عنه بعض الصحابة كأنس وابن عباس, وبعض التابعين كطارق بن شهاب وسسعيد بن وهب, ذكر بأنه عمر ثلاث مائة سنة, وكان إذا خرج عطاؤه تصدق به وينسج الخوص ويأكل من عمل يده, توفي سنة 36هـ. انظر ترجمته في:"حلية الأولياء": (1/ 185- 208) , و"تهذيب التهذيب": (4/137 - 139) , و"الإصابة": (4/ 223- 225) .
2 في"ر"سقط قوله: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم) .
3 قوله: (أشيب) سقط من"الأصل", وألحقته من بقية النسخ.