باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله وقول الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}
{4- باب الدعاء1 إلى شهادة أن لا إله إلا الله}
{وقول الله تعالى: قل} يا محمد لهؤلاء {هَذِهِ سَبِيلِي} يعني: طريقي التي2 أدعوا إليها وهي توحيد الله عز وجل ودين الإسلام، وسمى الدين سبيلا لأنه الطريق المؤدي إلى الثواب والجنة {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} 3 يعني: على يقين ومعرفة4، والبصيرة هي المعرفة التي يميز بها بين الحق والباطل5 {أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} 6 يعني: ومن آمن بي
(1) تأتي كلمة (الدعاء) بمعنى الرغبة إلى الله والتضرع إليه، وتأتي بمعنى الدعوة إلى الله، كما يقال: الدعوة أو الدعاء إلى الطعام. انظر: (( القاموس ) ): (ص 1655) .
(2) كلمة: (التي) سقطت من (( ر ) ).
(3) سورة يوسف، الآية: 108.
(4) انظر: (( تفسير الشوكاني ) ): (3/ 59) ، و (( تفسير الطبري ) ): (8/ 13/ 80، و(( تفسير القرطبي ) ): (9/ 274) ، و (( تفسير البغوي ) ): (2/ 453) .
(5) وقد وصف ابن عباس وابن مسعود- رضي الله عنهما- الذين هم على بصيرة فقال ابن عباس- رضي الله عنهما- في تفسير قوله تعالى: {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} يعني: (أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على أحسن طريقة، وأقصد هد، الآية، معدن العلم وكنز الإيمان، وجند الرحمن) .
ووصفهم ابن مسعود- رضي الله عنه- فقال: (أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة أبرها قلوبًا وأعمقها علمًا وأقلها تكلفًا اختارهم الله لصحبة نبيه ولإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم على آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم) .
انظر: (( تفسير البغوي ) ): (2/ 453) .
(6) سورة يوسف، الآية: 108.